كلودين عون تلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين CSW68

كلودين عون تلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة في دورتها الثامنةوالستين CSW68:

” نحتاج في لبنان أولًا، إلى مواجهة المخاطر الملازمة لتفاقم حالات الفقر وتوسع نطاقها، خاصة أن النقص في الموارد المالية يؤثر على الأفراد، وأولهم النساء، ويعيق عمل المؤسسات، وأولها تلك التي تعني بالشؤون الإجتماعية وبقضايا المساواة بين الجنسين، أكانت من مؤسسات القطاع العام أو من مؤسسات المجتمع المدني.”

ألقت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين، وجاء فيها:” يواجه لبنان اليوم أزمة جديدة ناتجة عن الحرب التي تشنها إسرائيل على جنوبه، والتي يسقط بنتيجتها الضحايا من نساء ورجال وأطفال وعاملين وعاملات صحيين وإعلاميين وإعلاميات، ويتم من جرائها تدمير المنازل والقرى ونزوح الأهالي، وقد بلغ عددهم حوالي مئة ألف شخص. هذا في وقت يضطر فيه لبنان، منذ 13 سنة، على تحمل عبء النزوح السوري الذي زاد معه عدد المقيمين بنسبة ثلث عدد السكان تقريباً. في هذا الوضع، نحتاج في لبنان أولًا، إلى مواجهة المخاطر الملازمة لتفاقم حالات الفقر وتوسع نطاقها، خاصة أن النقص في الموارد المالية يؤثر على الأفراد، وأولهم النساء، ويعيق عمل المؤسسات، وأولها تلك التي تعني بالشؤون الإجتماعية وبقضايا المساواة بين الجنسين، أكانت من مؤسسات القطاع العام أو من مؤسسات المجتمع المدني.”

‏وتابعت: “إدراكاً منها لضرورة مواجهة انعكاسات تفاقم الفقر على أوضاع النساء، أدرجت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مع شركائها في القطاعين العام والخاص، ضمن الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان 2022 – 2030 ، “مكافحة الفقر بين النساء” كمجال عمل في إطار السعي إلى تمكين النساء في كافة المجالات. ومن ضمن المبادرات التي سوف تعمل عليها الهيئة مع شركائها في هذا السبيل، والتي تم إدراجها في الخطة الوطنية لتطبيق الإستراتيجية، تضمين البرامج الحكومية للحماية الإجتماعية معايير تفضيلية للنساء المحتاجات، وتطوير برامج تأهيل مهني لتمكين النساء ربات الأسر من العمل، واعتماد آليات لإعادة دمج المتسربات من سوق العمل في القوى العاملة. وركزت أيضا خطة العمل في إطار تنمية القدرات المهنية للنساء، على إتاحة الفرص أمام النساء من الفئات الضعيفة إجتماعياً، وخاصة في الأرياف، لتمكينهن من اكتساب مؤهلات رقمية. وتضمنت الخطة أيضاً الاستمرار في تنظيم الدورات الرامية إلى تعريف النساء على الأصول القانونية والإدارية الموجب سلوكها، لتأسيس عمل خاص في شتى المجالات الإقتصادية، وبالأخص في قطاع الزراعة.”

‏وأضافت: “للخروج من الأزمات المتزامنة التي يعيشها، يحتاج لبنان أيضاً إلى مأسسة الخطوات الإيجابية الداعمة لتعزيز أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. وعلى الرغم من الصعوبات المتنوعة، ثمة بوادر إيجابية برزت خلال الأشهر القليلة الماضية على صعيد التطبيق الفعلي لقانون تجريم التحرش الجنسي، وذلك عبر التعاون القائم بين وزارة العمل والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، بغية دمج مضمونه في الأنظمة الداخلية للمؤسسات الإقتصادية. كذلك تحقق تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح نظام الحماية الإجتماعية المعمول به خاصة فيما يتعلق بالنساء، إذ صدر مؤخراً قانون عدل بعض مواد قانون الضمان الإجتماعي المتعلقة بالمرأة وأولادها، تحقيقا للمساواة بين الجنسين. وفي هذا المجال أيضاً، ولأول مرة في لبنان، صدرت في الخريف الماضي عن الحكومة اللبنانية، استراتيجية وطنية للحماية الإجتماعية. ترمي هذه الاستراتيجية إلى اعتماد نظام حماية منسق ومتكامل على الصعيد الوطني، يستجيب في نهج عمله للنوع الإجتماعي.”

ختمت: “يرتبط تمكين النساء والفتيات وتحقيق المساواة بين الجنسين، بشكل أساسي بالإصلاح الإجتماعي والسياسي. وفي لبنان، بات المواطنون والمواطنات، كما المسؤولون الحكوميون، مدركين لضرورة إجراء إصلاح في القوانين والمؤسسات، وأيضاً في الممارسات، وقد تم تحديد السبل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، إنما في الظروف الحالية، هناك تعويل كبير على التضامن الدولي لدعم الجهود المبذولة لتعزيز أوضاع النساء وتمكينهن من المساهمة في تحقيق الإصلاح.”

طاولة مستديرة على المستوى الوزاري على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة حول: “الممارسات الفضلى لتعزيز المؤسسات وزيادة التمويل لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات “

كلودين عون تلقي كلمة لبنان خلال طاولة مستديرة على المستوى الوزاري على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة حول: “الممارسات الفضلى لتعزيز المؤسسات وزيادة التمويل لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات “:
“إن الصعوبات ومهما كانت قاسية، لن تثنينا عن استكمال نضالنا لتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق وفي تكافؤ الفرص، كما لتحقيق الشراكة في الأدوار بين النساء والرجال.”

 

على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة، ألقت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلمة لبنان خلال طاولة مستديرة على المستوى الوزاري حول “الممارسات الفضلى لتعزيز المؤسسات وزيادة التمويل لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.”
وجاء في الكلمة التي ألقتها السيدة عون :”يشهد عدد كبير من دول العالم ومنهم لبنان، حروبا وصراعات وتحديات استثنائية ومنها غير مسبوقة. في الوقت عينه، يعاني لبنان من أزمات إقتصادية ومالية وسياسية، جعلت الغالبية العظمى من سكانه تعيش في حالة الفقر، بالإضافة إلى عبء نزوح سوري منذ 13 عاما، يشمل أعدادا توازي نحو ثلث عدد المواطنين. في هذه الظروف، جفت الموارد التي ترصدها الدولة للتنمية الاجتماعية، ومنها ما تخصصه لدعم النساء وتمكينهن. في هذا الوضع، وجدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية نفسها أمام تحد تمثل بضرورة المضي بالقيام بمهامها على الرغم من شبه انعدام الموارد الحكومية.”

وأضافت: “بادرت الهيئة إلى السعي لدى أصحاب القرار بغية اعتماد سياسات عامة مؤاتية لتعزيز أوضاع المرأة، وبعد أن تم إقرار قانون يجرم التحرش الجنسي، وإقرار تعديل “قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري”، وصدور قانون يعترف بحقوق متساوية للمرأة وللرجل في الضمان الاجتماعي، نعمل على سياسات تطبيقية لهذه القوانين. كذلك عملت الهيئة على دمج قضايا المرأة في البرامج والمشاريع التي تنفذها الوزارات، وتعاونت بنوع خاص مع وزارة التربية في نشر المعرفة بسبل مواجهة تلامذة المدارس لحالات التعرض للعنف. كذلك دعمت الهيئة إنشاء قسم النوع الاجتماعي في الجيش اللبناني وفي وزارتي التربية والزراعة. وقد أثمر التعاون الذي تقيمه الهيئة مع جميع شركائها مؤخرا، في رسم استراتيجية وطنية للمرأة لغاية العام 2030، وفي وضع خطة عمل أولى لتطبيقها، ونحن اليوم نعول على تحقيق أهدافها للإرتقاء بالنساء في لبنان إلى مستويات عالية في الريادة وفي القيادة.”
وتابعت: “اتخذنا من الأزمات التي شهدها لبنان، والتي شكلت عائقا أمام استمرار عمل المؤسسات بشكل طبيعي، فرصة للإستثمار في القدرات البشرية في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، كما في شبكة نقاط الإرتكاز الجندري في المؤسسات العامة. فوسعنا نطاق التدريبات لهذه الشبكة، لتشمل التحليل القائم على النوع الاجتماعي في السياسات، وبناء القدرات لتعميم المساواة بين الجنسين، والميزانيات المراعية لحاجات النساء، إضافة إلى تعزيز قدرات الشبكة في مجال جمع المعلومات وتحليلها.”
وختمت: “إن الصعوبات ومهما كانت قاسية، لن تثنينا عن استكمال نضالنا لتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق وفي تكافؤ الفرص، كما لتحقيق الشراكة في الأدوار بين النساء والرجال.”

الجلسة الاستشارية الرفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة

كلودين عون خلال الجلسة الاستشارية الرفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة :

“في وجه الصورة المظلمة للوضع اللبناني اليوم، كان خيارنا الوحيد الاستثمار في رأس المال البشريّ بانتظار الإصلاحات الهيكليّة التي ستأتي عاجلاً أم آجلاً.”

شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في الجلسة الاستشارية الرفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة، تحت عنوان “تمكين النساء الناطقات باللغة الفرنسيّة: وسيلة فعالة للدفع قدماَ بعملية إدماجهن بشكل مستدام في الحياة الاقتصادية”.

وخلال اللقاء ألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: ” كنت أتمنّى أن أطلعكم اليوم على التقدّم المحرز في مسار تمكين النساء الناطقات بالفرنسيّة في لبنان. كنتُ أتمنّى أن أقدّم لكم الأرقام المتزايدة فيما يتعلّق بالفرص المتساوية المقدّمة للنساء مقارنة بتلك الخاصة بالرجال، في مجالات التعليم والتوظيف وريادة الأعمال والمشاركة السياسيّة. كنت أتمنّى أن أحتفل معكم بمساهمات النساء الناطقات بالفرنسيّة في الحياة الاقتصاديّة والمجتمع. لكنّ الوضع هو على خلاف ذلك.”
وتابعت: “لقد تغيّر السياق اللبناني منذ لقائنا الأخير. ففي لبنان، لا تزال التحدّيات في ارتفاع مطّرد. فالأزمات الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات المستمرّة في الجنوب، تضع البلاد في قبضة أزمات اقتصاديّة وماليّة وسياسيّة متزايدة، تفاقمت حدّتها مع غياب رئيس للجمهورية منذ شهر تشرين الثاني من العام 2022.
إنّ لبنان يستضيف، منذ ثلاثة عشر عامًا، عددًا كبيراً من النازحين السوريين مقارنة مع عدد سكّانه. وقد أدّى هذا الأمر إلى إضعاف البنية التحتيّة والخدمات العامة في البلاد، التي كانت قبلاً ضعيفة، مما ساهم في تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة سابقًا، مسبّبًة تأثيرًا سلبيّا على النساء، بشكل خاص.
إنّ هذه الصعوبات أدّت إلى إفقار معظم السكّان ونضوب الموارد المخصّصة للتنمية الاجتماعيّة، بما في ذلك تلك المخصّصة لتمكين النساء. أمام هذا الوضع المعقّد، يبدو أنّ التغلّب على العقبات أصبح أكثر صعوبة، لا بل أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى.
في وجه هذه الصورة المظلمة للوضع اللبناني، كان خيارنا الوحيد الاستثمار في رأس المال البشريّ بانتظار الإصلاحات الهيكليّة التي ستأتي عاجلاً أم آجلاً.”
وقالت: “لهذا السبب أنا هنا اليوم، بأمل والتزام وإصرار.
لقد اعتمدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانيّة على المهام الثلاث المحدّدة لها في قانون إنشائها لتضاعف تقديمها لمشاريع القوانين بغية ضمان المساواة في الحقوق بين الجنسين في المحاكم اللبنانية، وتعزيز شراكتها مع المجتمع المدني وتوسيع ودعم شبكة نقاط الارتكاز الجندري الذين يتعاونون معها في المؤسسات الحكوميّة، وإعداد استراتيجية وطنية جديدة للمرأة في لبنان حتى العام 2030، تضمّ من بين أهدافها، الهدف الحاسم المتمثّل بالعمل من أجل تمكين النساء.
لتحقيق ذلك، وفي ظلّ غياب نظام الكوتا النسائيّة لزيادة المشاركة السياسيّة للنساء، تكثّف الهيئة الوطنيّة البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تشجيع النساء على الترشّح للانتخابات النيابيّة والبلديّة من خلال الاستثمار في تنمية قدراتهنّ الإداريّة في الشأن العام.
على الصعيد الاقتصادي وعلى الرغم من العقبات الحاليّة، مثل نقص الائتمان وتجميد الودائع والوصول المحدود إلى الموارد الماليّة، تعمل الهيئة، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والقطاع الخاص، على تدريب رائدات الأعمال، ولا سيّما في القطاع الزراعيّ.”
وأضافت: “على صعيد سوق العمل، تلتزم الهيئة بتعديل قانون العمل تعديلا إصلاحيًّا بهدف ما يلي:
• محاربة ظاهرة عدم المساواة في الأجور بين الجنسين.
• تمديد فترة إجازة الأمومة إلى 15 أسبوعًا.
• إقرار إجازة والديّة، لكلّ من الوالدين.
• حماية النساء العاملات من التحرّش الجنسيّ في بيئة العمل.
وأخيرًا، تأمل الهيئة أن تساهم الأحكام القانونيّة الجديدة لقانون الضمان الاجتماعي، والضامنة لتساوي النساء والرجال في مجال الاستفادة من الخدمات التي يقدّمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في تحسين مشاركة النساء في الحياة الاقتصاديّة.”
وختمت: ” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تقوم الهيئة بتنفيذ إجراءات متعدّدة الأبعاد للحدّ من تسرب الفتيات من المدارس، وتوسيع نطاق تعليمهنّ في مجال التكنولوجيا الرقميّة على جميع المستويات، وتشجيع الطالبات على التوجّه نحو التخصّص والتدرّب في المجالات العلميّة، وذلك بغية فتح أبواب المهن التكنولوجية لهنّ وتعزيز مشاركتهنّ الكاملة في الحياة الاقتصادية المستقبليّة.
وفي الختام، أدعو إلى تعزيز المبادرات التعاونيّة وتبادل الخبرات فيما بيننا، فمن خلال مشاركة معارفنا وأفضل الممارسات لدينا، سنتمكّن من تحقيق تقدّم ملموس ومستدام في هذا المجال.”

حدث جانبي بمناسبة انعقاد الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بعنوان : “اقتصاد الرعاية في عالمٍ متغيّر: المساواة في التشارك بين النساء والرجال في توفير خدمات العناية والتدبير المنزلي، كأداة لتحقيق الإنصاف والتماسك في المجتمع”

كلودين عون خلال حدث جانبي بمناسبة انعقاد الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بعنوان : “اقتصاد الرعاية في عالمٍ متغيّر: المساواة في التشارك بين النساء والرجال في توفير خدمات العناية والتدبير المنزلي، كأداة لتحقيق الإنصاف والتماسك في المجتمع”:

” لا شكّ في أن مشاركة الرجال في أعمال الرعاية والتدبير المنزلي، تشكّل مثالاً يحتذي به الأولاد في الأسرة، والذكور منهم بنوع خاص، مما يؤثر على تكوين ذهنية لديهم، لا تفرّق بين أدوار إجتماعية تُخصّص للرجال وأخرى للنساء، وهذا ما يساعد على نشر ثقافة مبنية على المساواة بين الجنسين في المجتمع.”

نظّمت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ومنظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع كلّ من مصر وألمانيا والأردن والمغرب وسلطنة عمان وإسبانيا والسويد، حدثاً جانبياً بمناسبة انعقاد الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بعنوان : “اقتصاد الرعاية في عالمٍ متغيّر: المساواة في التشارك بين النساء والرجال في توفير خدمات العناية والتدبير المنزلي، كأداة لتحقيق الإنصاف والتماسك في المجتمع” .

هدف اللقاء إلى الإضاءة على بعض التحولات الرئيسية في الأدوار داخل الأسرة، والحاجة إلى توفير الرعاية للأطفال والمسنين والفئات الاجتماعية الأخرى، وإبراز الفائدة من مشاركة الذكور في تقديم العناية داخل الأسرة، و تعزيز تبادل المعرفة بالممارسات الناجحة وبالمبادرات الكفيلة بتشجيع مشاركة الرجال في تقديم الرعاية والعناية، وفي تعزيز المساواة بين الجنسين.

كما هدف اللقاء إلى مناقشة التحديات والفرص المتاحة في بلداننا لتعزيز صورة إيجابية لصفات الأنوثة والذكورية.

شارك في اللقاء السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، والدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، والدكتورة سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، والسيدة  Svenja Schulze  وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في الحكومة الألمانية، والسيدة وفاء بني مصطفى وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة في المملكة الأردنية الهاشمية، والدكتورة عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في المملكة المغربية وعضوة  المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، والسيدة معاني بن حمد البوسعيدي المديرة العامة للتنمية الأسرية في وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان وعضو المجلس التنفيذيلمنظمة المرأة العربية،  والسيدة Ana Redondo García وزيرة المساواة في اسبانيا، والسيدةPaulina Brandberg وزيرة المساواة بين الجنسين والحياة العملية في السويد، والسيدة سوزان مخايل المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية والوزيرة السابقة السيدة وفاء  الضيقة حمزة رئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية وعدد من أعضاء الوفود الرسمية المشاركة في اجتماع لجنة وضع المرأة، وحشد من مختلف دول العالم.

افتتحت السيدة عون اللقاء بكلمة قالت فيها: ” يمثل التمكّن من كسب العيش وتحصيل الدخل المالي وصولاً إلى تحقيق استقلالية اقتصادية ذاتية، خطوة هامة في حياة كل إنسان، إذ من شأنها عادة، نقل صاحبها من موقع اجتماعي إلى آخر، من طور الاتكال على الغير إلى طور تحمل مسؤولية القرارات الشخصية. كان هذا الأمر بديهياً عبر العصور، إنما للرجال وليس للنساء.

‏في عالمنا المعاصر نرى أن الأمور تغيرت إلى حدّ كبير في البلدان التي اختبرت الثورة الصناعية منذ أكثر من قرن من الزمن، ونشأت فيها ما يعرف بدولة الرعاية.

‏إنما مسار التطور التاريخي لبلداننا النامية، في المنطقة العربية بنوع خاص، أتى مغايراً. فمع الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أبطأت تطوير مؤسسات الدولة وأعاقت توفر الخدمات الاجتماعية، لم يتمكن أفراد الأسرة من الإفادة من شبكة أمان إجتماعية، تتيح لهم فرصاً جديدة لتطوير النسق التقليدي للعيش، وظلت محدودة الإمكانيات المتاحة أمام النساء للعمل خارج المنزل.”

‏وأضافت: “بديهي القول أن السلوكيات تتغير مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتتغير معها أنماط العيش. فقد شكّل التطوّر الناتج عن دخول النساء إلى سوق العمل عاملاً مساعداً على تطوير الذهنيات، إنما لم يحمل معه تحولاً جذرياً وتلقائياً في الموقف من المُساواة بين الجنسين. فهذا الموقف ولو أنه يتأثر بالتحول في السلوكيات، -بمشاركة الوالد مثلاً أكثر من الماضي، بالعناية بالأطفال- يرتبط بشكل مباشر بالجو الثقافي السائد في المجتمع المعني. والثقافة السائدة تستند بشكل أساسي على قواعد معيارية تعبّر عنها التشريعات، ويتمّ تناقلها بواسطة التربية في الأسرة وعبر المناهج التعليمية في المدارس ويتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام والأعمال الأدبية والفنية.

إنما على المدى الأبعد، لا شكّ في أن مشاركة الرجال في أعمال الرعاية والتدبير المنزلي، تشكّل مثالاً يحتذى به الأولاد في الأسرة، والذكور منهم بنوع خاص، مما يؤثر على تكوين ذهنية لديهم، لا تفرّق بين أدوار إجتماعية تُخصّص للرجال وأخرى للنساء، وهذا ما يساعد على نشر ثقافة مبنية على المساواة بين الجنسين في المجتمع.  الواقع أن التوصل إلى تحقيق مساواة بين الجنسين في مجتمع متماسك يتطلب تضافر عوامل عدة، منها الاعتراف بحقوق متساوية للرجال والنساء وتحقيق النساء لاستقلالية اقتصادية ذاتية.  بالنسبة إلى التجربة التي نخوضها في لبنان في هذا الموضوع، أود أن الفت إلى أن بعض المظاهر الاجتماعية تدل على أن الشباب من الآباء يبدون اهتماماً أكبر بتربية أولادهم مما كان يبديه أسلافهم.”

وتابعت: “إنما لغاية اليوم، وباستثناء الحملات التوعية التي تنظمها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وبعض المنظمات بغية الترويج لأهمية تقاسم المهام الأسرية بين النساء والرجال، تتم مقاربة موضوع التخفيف من أعباء خدمات الرعاية التي تقع على كاهل النساء من وجهة نظر اقتصادية. فالحاجة الأولى البارزة اليوم في لبنان هي مكافحة الفقر الذي بات يطال غالبية السكان ومن السبل المتاحة لذلك، زيادة نسبة مشاركة النساء، في العمل الاقتصادي التي هبطت منذ عامين بسبب الأزمات المتراكمة إلى حوالي 22% من القوى العاملة. وقد دلت الدراسات على أن السبب الأول الذي تبرزه النساء لعدم قيامهنّ بعمل اقتصادي هو ضرورة توفير العناية للأولاد والاهتمام بالتدبير المنزلي، كذلك أظهرت أيضاً هذه الدراسات نقصاً كبيراً في توفر دور رعاية تقديم خدمات مجانية أو بتكلفة محدودة، وذات جودة لصغار الأولاد قبل سن الثالثة من العمر. لذا لحظت الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية التي أقرتها مؤخراً الحكومة اللبنانية، من بين، المبادرات التي تضمنتها لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، تصميم وتنفيذ برامج تضمن الوصول إلى خدمات رعاية الطفولة المجانية أو المدعومة.

‏يشكل هذا الإدراك الرسمي للحاجة إلى زيادة مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني واعتماد المبادرات الكفيلة بتشجيعه، خطوة إيجابية على طريق إحراز التقدم في الموقع الذي تحتله النساء في المجتمع، لكن تعزيز هذا الموقع الذي نعمل من أجله في المنظمات النسائية وفي الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بالذات، يتطلب أولاً تصحيحاً للتشريعات التي لا تزال مجحفة بحقوق المرأة واعتماد قوانين داعمة للأبوين لإتاحة اهتمام كل منهما بالأسرة مثل استحداث إجازات والدية واعتماد أوقات عمل مرنة لهما. كذلك، يتطلب تعزيز موقع النساء في المجتمع والأسرة عملاً دؤوباً لتطوير الثقافات الرائجة التي تتناقل صوراً سلبية وغير متكافئة عن الرجال وعن النساء وتؤثر بذلك على السلوكيات. لذا حرصت الهيئة الوطنية في لبنان مع شركائها على تضمين الاستراتيجية الوطنية للمرأة التي تم رسمها لغاية العام 2030 أهدافاً تناولت إلى جانب تحقيق الاستقلالية الاقتصادية للمرأة، اعتماد مبدأ المساواة بين الجنسين في النصوص التشريعية وفي السياسات العامة، وجعل الثقافة السائدة مبنية على مبادئ حقوق الإنسان للرجال والنساء. وهنا نعوّل على التعاون البناء مع شركائنا ومنهم هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، في مجال التمكين الاقتصادي واقتصاد الرعاية. “

وختمت: “أملنا كبير أن يوصلنا السير بهذه التوجهات إلى مجتمع أكثر عدالة وانصافاً في حدود العام 2030. أشكر لكم مشاركتكم وحضوركم وأشكر منظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة على مشاركة لبنان في تنظيم هذا اللقاء، كما أشكر كل من مصر وألمانيا والأردن والمغرب وعمان وإسبانيا والسويد على التعاون معنا لعقد هذا الحدث الجانبي بمناسبة الدورة 68 للجنة وضع المرأة.”

بعدها ألقت الدكتورة كيوان كلمة قالت فيها: ” لقد وضعت مهام كثيرة غير مدفوعة الأجر تجمعت تاريخيا ووضعت أمانة بين ايدي النساء ، وذلك منذ ولادتهن وبحسب هويتهن الجنسية. ينظر لمهام الرعاية غير مدفوعة الاجر نظرة دونية؛ كونها عملية روتينية بعيدة عن الفكر والإبداع . وتظهر هنا التناقض والثنائيّة التي أطلقهما الفيلسوف أفلاطون حول المادة والروح؛ والحسي والنظري؛ والعملي والفكري. للأدوار النمطية تداعيات سلبية كثيرة على الرجل كما على المرأة؛ حيث يقع الرجل ضحية الإقصاء والتهميش عن حياة الأسرة؛ ليصبح لا يعني لها شيئا غير كونه مصدرا للموارد.”

أما الدكتورة بحوث فقالت في كلمتها: ” يلعب الرجال والفتيان دورًا رئيسيًا في اقتصاد الرعاية. وتُظهر بياناتنا أن تقاسم المسؤوليات المنزلية على قدم المساواة بين الرجال والنساء أمر أساسي لتحقيق أسر ومجتمعات مزدهرة.  وأن الأبوة الإيجابية تؤدي إلى زيادة تمكين النساء والفتيات. يرغب 62 % من الآباء الذين شملهم الاستطلاع من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المنطقة العربية في الحصول على إجازة أبوة أطول وقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم. الإصلاحات القانونية لإجازة الأبوة هي خطوة مهمة للسير في الاتجاه الصحيح.”

ثم أشارت الدكتورة مرسي في كلمتها أن: ” إن قـصر مسـؤولية أعمـال الرعايـة غيـر مدفوعـة الاجـر على المرأة يمكن أن يعرقل مشـاركتها في سـوق العمـل. فعـلي مسـتوى العالم، تقـوم النسـاء بثلاثـة أضعـاف اعمال غيـر مدفوعـة الأجـر مقارنة بالرجـال ولذلك تعتبر مسئولية أعمال الاقتصاد الرعائي مسئولية غير متوازنة ، ولكـن لا يجـب النظـر إلي هـذه النتيجـة على أنها قدر النسـاء، بـل العكس، فإن السياسـات الاقتصاديــة التــي تعــرف بالأعمال غيــر مدفوعــة الأجر وتســعى إلي الحــد منهــا وإعــادة توزيعهــا يمكنها أن تزيـد مـن مشـاركة المرأة في القـوى العاملـة وتعزيـز النمـو الاقتصادي المستدام والمساواة بـين الجنسين.”

وقالت السيدة بني مصطفى : “نقص الرعاية ميسورة التكلفة التي تقدمها الحكومات جعل مسؤولية الرعاية تقع أساساً على الأسر. ورغم ازدياد عدد النساء العربيات في سوق العمل، فإنهن يواصلن تحمل مسؤوليات الرعاية الأسرية في المنزل، أي يعملن في ما يسمى “المناوبة الثانية.”

وأكدت الدكتورة حيار: “يعد اقتصاد الرعاية من ركائز نهوض المجتمعات. والحكومة المغربية على وعي بالأهمية التي تنطوي عليها مسؤوليات الرعاية وأهمية احتسابها اقتصاديا خاصة وإنها الميدان الذي يستغرق الوقت الأكبر من طاقات النساء.

وقد تجلى هذا الاهتمام في الخطة الحكومية للمساواة حيث اعتبرت في محورها الاقتصادي أن اقتصاد الرعاية إحدى اهم رافعات تمكين المرأة. ونعمل في المغرب على بلورة سياسة اجتماعية اسرية لتقديم خدمات مواكبة الأسرة وتشجيع الاستثمار في خدمات الرعاية”.

واعتبرت السيدة Redondo García أن: ” “تتعدد سُبل تحقيق المساواة لتشمل سن قوانين وتشريعات تتعلق بالتعليم، والعمل على سد فجوة الأجور وتوفير التمويل اللازم لذلك، وتوفير سياسات اجتماعية داعمة للمرأة.”

و أشارت السيدة Brandberg إلى أن: “قبل خمسين عامًا، كانت السويد أول دولة في العالم تمكن الآباء من البقاء في المنزل مع أطفالهم بإجازة أبوية مدفوعة. حق النساء والرجال في العمل ودعم أنفسهم، وكذلك تحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية، هو أحد مفاتيح نمو وازدهار بلادنا. من خلال استثماراتنا في التنمية الدولية، نحن أيضًا نستثمر بفخر في تعزيز المساواة داخل الأسر وخارجها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في المنطقة العربية.”

كما شاركت افتراضياً السيدة  Schulze  فقالت في كلمتها: ” تحتاج المجتمعات إلى المزيد من عوامل التغيير للتغلب على الأنظمة الراسخة للنجاح، ولهذا السبب، أدعوكنّ، أيها السيدات، لمواصلة كفاحكنّ من أجل تحقيق تكافؤ الفرص ولتكنّ قدوة تُشعل التغيير. وفي الوقت نفسه، هذا الأمر صحيح أيضًا بالنسبة لكم أيها الرجال، لتكونوا نماذج يُحتذى بها. حان الوقت للإهتمام!”

كذلك قالت السيدة البوسعيدي أن: ” القانون العماني يمنح اجازة وضع مدتها 98 يوما، كما يمنح المرأة اجازة ستة أشهر بدون أجر. ويلزم أصحاب الشركات بتخصص مكان للأطفال اذا زاد عدد العاملات عن 25. ويمنح اجازة ابوة للرجال مدتها 7 ايام، وتؤكد استراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية على مسؤولية كلا الأبوين في رعاية الأبناء.”

وتلت الوزيرة السابقة الضيقة حمزة الملاحظات الختامية فأشارت إلى أن: ” التشريعات  تلعب دورًا حاسمًا في ضمان التوزيع المتساوي بين للنساء والرجال في تقديم الرعاية والواجبات المنزلية.  ويشمل ذلك سياسات مثل تبني نظم عمل مرنة، وتوفير إجازة أبوة متساوية، وفتح دور الحضانة في أماكن العمل على أساس عدد الموظفين الذكور والإناث. كما تحتاج الحكومات إلى خلق بيئة تمكينية لتوظيف المرأة، كما تحتاج أيضًا إلى الاستثمار في اقتصاد الرعاية غير الرسمي وتوسيعه وتنظيمه، وتحويله إلى قطاع إنتاجي يوفر فرص عمل لكل من النساء والرجال، خاصة في المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة السكانية”.

 

كلودين عون خلال ندوة إفتراضية حول “الاستثمار في المرأة: تسريع وتيرة التقدم” من تنظيم اليونيفيل

كلودين عون خلال ندوة إفتراضية حول
“الاستثمار في المرأة: تسريع وتيرة التقدم” من تنظيم اليونيفيل:

“صحيح أن المرأة الجنوبية تساهم بعناد في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وهي تعض على الجروح وتسعى بإيمان إلى سد ما نقص من الحاجات الأساسية، بكفاح والتزام، ساعية إلى تأمين ما يساهم في علم أولادها ونموهم السليم، إلا أن واقع النساء غير القادرات على إعالة أنفسهن وأولادهن، والواقع التربوي والاجتماعي والصحي المتدهور، المترجم بازدياد حالات العنف النفسي والأسري والاقتصادي على النساء والأولاد، يفرض ذاته في حالات النزاع والحروب. ”

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إفتراضياً في ندوة تحت عنوان “الاستثمار في المرأة: تسريع وتيرة التقدم” بدعوة من اليونيفل وبحضور ومشاركة رئيس بعثة اليونيفل وقائد قواتها الجنرال أرولدو لازارو سيين.
وخلال اللقاء ألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: لقاؤنا اليوم هو مناسبة احتفال وتأمل، فقد بات يوم الثامن من شهر آذار، تقليداً نحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة. ولكي لا يتحول هذا التقليد إلى محطة كلامية تتخلف عن الواقع، لا بد من أن نستحضر واقع المرأة في لبنان بحلوه ومره، ونتطلع من خلاله إلى مستقبل أكثر إشراقاً. صحيح أن عملية النهوض بالمرأة في لبنان، تزخر بالصور المضيئة، وصحيح أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، رغم التحديات الناجمة عن تداعيات الأزمات المتداخلة التي ألقت بثقلها على لبنان، نسقت بنهج تشاركي ناجح، بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، عمليتي إعداد وتنفيذ خطة العمل الوطنية لتنفيذ القرار 1325 لمجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن، وعملية إعداد الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان 2022- 2030، وخطة عملها الوطنية للأعوام 2024 – 2026.”
وتابعت: “صحيح أن لبنان نجح في تنفيذ معظم تدخلات الخطة الوطنية التنفيذية الأولى للقرار المذكور، آخذا بعين الإعتبار فيها الركائز الأربع الخاصة بالقرار، أي حماية النساء من العنف ومن انتهاكات حقوقهن خلال النزاعات، والوقاية من حصول هذه الانتهاكات، واستفادتهن من عمليات الإغاثة والإنعاش في حال حصولها، ومشاركتهن في عمليات بناء السلام والأمن والمساهمة في الحؤول دون نشوب الحروب. وصحيح أن لبنان يستعد لإعداد خطة وطنية ثانية للقرار 1325. لكننا لا نزال نجد أن لبنان يرزح تحت أزمات متعددة الوجوه ومتشابكة، تلقي بثقلها على كاهل المرأة، ولا سيما المرأة في جنوبنا العزيز، وهذا الواقع هو الذي يجب أن يستقطب جهودنا ونضالنا.”
وأشارت إلى أن: “الشعار الذي اعتمدته الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة للعام 2024، هو الاستثمار في المرأة من أجل تسريع وتيرة التقدم. وهو شعار جميل يحثنا على العمل من أجل الاستثمار في المرأة على المستويات كافة. لكن كيف لنا أن نستثمر في المرأة الجنوبية وهي مهددة في حياتها هي وعائلتها في كل ثانية، سيما وأن حدة الاعتداءات الإسرائيلية في الشهرين الماضيين في ارتفاع مطرد، ولا يمكن التكهن بها واحتواء تداعياتها مسبقا؟ كيف لنا أن نستثمر في المرأة الجنوبية وقد توقف أولادها عن ارتياد المدارس، وأصبحت هذه المدارس محط اعتداءات العدو الإسرائيلي، أو أصبحت ملجأ تحوي النازحين والنازحات بالآلاف هربا من آلة الدمار والموت؟ كيف لنا أن نستثمر في المرأة الجنوبية وهي لم تعد قادرة على تأمين الحاجات الإنسانية الأساسية الضرورية للعيش بكرامة، كالغذاء، والدواء والخدمات الصحية، لها ولعائلتها، في ظل تهالك البنى التحتية وشبه غياب للخدمات العامة؟ صحيح أن المرأة الجنوبية تساهم بعناد في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وهي تعض على الجروح وتسعى بإيمان إلى سد ما نقص من الحاجات الأساسية، بكفاح والتزام، ساعية إلى تأمين ما يساهم في علم أولادها ونموهم السليم، إلا أن واقع النساء غير القادرات على إعالة أنفسهن وأولادهن، والواقع التربوي والاجتماعي والصحي المتدهور، المترجم بازدياد حالات العنف النفسي والأسري والاقتصادي على النساء والأولاد، يفرض ذاته في حالات النزاع والحروب. ”
وأضافت: “على ضوء هذا الواقع، إن موضوع الاستثمار في المرأة يفترض التضامن من مختلف الجهات الوطنية والدولية، في بذل الجهود لاستعادة السلام في المنطقة. كما يفترض العمل على تغيير القناعات لدى النساء والرجال معاً، من أعلى الهرم في المجتمع حتى قاعدته، بأن التقدم المجتمعي لا يمكن تحقيقه من غير مشاركة النساء. فإذا كنا ندعو إلى نهوض المرأة وتقدمها، فذلك لكي تنهض مجتمعاتنا. فهيئات المجتمع، مسؤولة عن السعي إلى ضمان مشاركة المرأة في ممارسة الأدوار كافة، ومؤسسات الدولة أيضا مسؤولة عن صوغ القوانين وتأمين حسن تطبيقها. ”
وختمت: “على المرأة نفسها أن تتحمل دوراً في دفع عجلة مجتمعها إلى الأمام وفي كافة المجالات، مدافعة عن حقوقها وساعية للعب دور أساسي في عملية صنع السلام. فلنبن إذاً أوطاننا على سواعد النساء والرجال معا، متمسكين على الدوام باحترام مبادئ العدالة والحرية والمساواة وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. في الختام، أشكر اليونيفيل ورئيس بعثة اليونيفل وقائد قواتها الجنرال أرولدو لازارو سيينز، على تنظيم هذا اللقاء، وأشكر مشاركتكم فيه، وأتمنى للمرأة في يومها العالمي أن تمضي قدما في تحقيق المساواة بينها وبين الرجل في القانون وفي الفرص، والشراكة في الأدوار، لبناء مجتمع عادل ومزدهر.

إطلاق مجموعة أدوات التعرف على ضحايا الاتجار بالأشخاص وسلسلة الوحدات الدراسية حول مكافحة الاتجار بالأشخاص والعنف ضدّ النساء في لبنان(HELP)

كلودين عون خلال إطلاق مجموعة أدوات التعرف على ضحايا الاتجار بالأشخاص وسلسلة الوحدات الدراسية  حول مكافحة الاتجار بالأشخاص والعنف ضدّ النساء في لبنان(HELP):

“لا يكفي صدور النصوص القانونية الخاصة بمناهضة العنف ضدّ النساء للوصول إلى الإصلاح الاجتماعي، بل تبقى التوعية الاجتماعية ضرورية، ويبقى أيضاً ضرورياً، استيعاب كافة الأجهزة المنوطة بتنفيذ القانون، لروحيته وللأسس المبدئية لمقاصده.”

شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إفتراضياً في إطلاق مجموعة أدوات التعرف على ضحايا الاتجار بالأشخاص وسلسلة الوحدات الدراسية  حول مكافحة الاتجار بالأشخاص والعنف ضدّ النساء في لبنان (HELP)من تنظيم وزارة العدل في لبنان والمكتب الإقليمي لمجلس أوروبا في تونس بالتعاون  مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.

كما شارك في الإطلاق الذي أقيم في تونس وزير العدل القاضي هنري الخوري وممثل عن وزير العدل التونيسي والسيدة بيلار مولارس منسقة سياسة الجوار والمديرة التنفيذية لمركز الشمال والجنوب في مجلس أوروبا، والقضاة المدربين من وزارة العدل، والمدربة المحامية غادة جنبلاط عضو الهيئة الوطني،وحضر اللقاء إفتراضياً من لبنان قضاة ومحامون ومحاميات متدرّجين وبالإستئناف وطلاب وطالبات في مجال الحقوق من مختلف الجامعات.

وخلال اللقاء ألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: “تتطلّب مكافحة العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات، مقاربة الموضوع من أوجه مختلفة، كما تستدعي تدخلات من أطراف متخصصة بمجالات متنوعة. فالقيام بممارسة عنف على امرأة أو على فتاة، يمثل غالبا، إنما ليس دائما، عملاً يعاقب عليه القانون. فلنا أن نتذكر أننا انتظرنا في لبنان لغاية العام 2011 لإبطال إمكان اللجوء إلى العذر المخفف في جرائم قتل النساء، عند تزرع المرتكب بحجة “المس بالشرف”. ولم يعترف المشترع بضرورة حماية الضحايا من العنف الأسري سوى في العام 2014، ولم يجرم التحرش الجنسي سوى في العام 2020. اليوم، بعد إقرار اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان لاقتراح قانون يحمي الأطفال من الزواج المبكر، نسعى في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في وزارة الشؤون الاجتماعية وفي المنظمات المعنية في المجتمع المدني، للعمل على التوصل إلى صدور قانون يفرض بلوغ ال 18 سنة، كحد أدنى للزواج. كما قدمت وزارة العدل إلى الحكومة مشروع قانون تعديلي لقانون الاتجار بالأشخاص، يوفر حماية أكبر للضحايا.”

‏وأضافت: “ترتبط ظاهرة ممارسة عنف ضد النساء والفتيات في المجتمعات كافة، بالتمييز السلبي الذي عانت منه النساء لقرون في التشريع كما في الممارسات. وكما هو الأمر بالنسبة إلى أي موضوع ينطوي على تطبيق إصلاح إجتماعي، يمثل إصدار القوانين شرطاً ضرورياً لإجراء الإصلاح، إنما لا يكفي صدور النص للوصول إلى المبتغى. تبقى التوعية الاجتماعية ضرورية، ويبقى أيضاً ضروريا بالدرجة الأولى، استيعاب كافة الأجهزة المنوطة بتنفيذ القانون، لروحيته وللأسس المبدئية لمقاصده. ترتبط هذه الأسس أولاً وأخيراً بمبادئ حقوق الإنسان المعترف بها عالمياً، إنما التي ظل العمل بها، لحقبات طويلة من الزمن، مقتصراً على الرجال، حتى عندما كانت دساتير الدول تعترف بأنها تنطبق على كافة الأشخاص بما فيهم النساء.

وأشارت إلى أن: ” الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان لغاية العام  2030 ، التي وضعتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بالشراكة مع شركائها في القطاع العام وفي المجتمع المدني، بدعم من المنظمات الدولية، اعتمدت مقاربة مكافحة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات من زاوية تطبيق مبادئ حقوق الإنسان. وقد شملت النشاطات التي تضمنتها الخطة الوطنية لتطبيق هذه الاستراتيجية، اعتبارا من السنة الحالية ولغاية العام 2026: تنظيم حملات توعية حول الطابع الإجرامي للإتجار بالأشخاص، وتدريب الجهات المعنية حول الإجراءات التشغيلية الوطنية الموحدة الخاصة بالعنف ضد النساء والفتيات، وتنظيم دورات تدريبية لتطوير قدرات القضاة المختصين لتوفير الحماية الكافية للنساء والفتيات، كما تخصيص المحامين والمحاميات وعناصر القوى الأمنية بمثل هذه الدورات. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن خطة العمل هذه، رمت أيضا إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان والتعريف بالنصوص والإتفاقيات الدولية المتعلقة بصونها، بنوع خاص لدى الطلاب والطالبات في الجامعات.”

وقالت: “يهمني هنا أن أشير إلى أن التعريف الذي اعتمدته الاستراتيجية للعنف ضد النساء هو “أي فعل ضار يرتكب ضد إرادة شخص ما، ويستند إلى الاختلافات المفروضة إجتماعياً بين الذكور والإناث ، ويشمل الأعمال التي تلحق ضررا أو ألماً جسدياً أو نفسياً أو جنسياً، والتهديد بهذه الأعمال والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية، ويمكن أن تتم هذه الأفعال في الحياة العامة أو الخاصة.”

وتابعت: “وقد وضعت هذا التعريف اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الدولية بشأن التدخلات في العنف القائم على النوع الإجتماعي في الأوضاع الإنسانية. ويشمل هذا التعريف بنوع خاص التحرش الجنسي والتزويج المبكر القسري، والاتجار بالبشر واستغلالهم، والابتزاز الإلكتروني. نذكر هنا، أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة تتعاون مع كافة الوزارات والأجهزة المعنية لوضع حد للجرائم التي ترتكب بحق النساء والفتيات في هذه المجالات.”

وختمت: “يسعدنا اليوم التعاون مع وزارة العدل ومع مجلس أوروبا في إطلاق وسائل التعرف على الضحايا المحتملين للاتجار بالبشر وسلسلة الوحدات الدراسية حول مكافحة الاتجار بالبشر والعنف ضد النساء في لبنان. وأود أن أثمن مبادرة المجلس في توسيع نطاق عمل منصة HELP  الالكترونية للدروس حول حقوق الإنسان للمتخصصين في الحقوق، وجعلها تشمل مكافحة العنف في لبنان. أود أن أعرب عن عميق الشكر للمكتب الإقليمي لمجلس أوروبا في تونس على تنظيم هذا الحدث، كما أشكر وزير العدل القاضي هنري خوري على التعاون الدائم مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، والقضاة المدربين من الوزارة، والمدربة المحامية غادة جنبلاط عضو الهيئة الوطنية على الجهد الذي بذلوه لإنجاح هذه الدورة التدريبية.”

وخلال اللقاء قدّمت المحامية غادة جنبلاط عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية عرضاً حول العنف ضدّ المرأة – قطاع الحماية وتمّ التطرّق خلال العرض إلى إطار القانوني (دولي – وطني) لتجريم العنف الذي يتضمّن روابط لجميع المعاهدات والمواثيق الدولية التي تتناول حقوق الإنسان بشكل عام ومناهضة العنف ضدّ المرأة بشكل خاص وإلى القوانين والتدابير التي ما قامت بها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، الوزرات والقوى الأمنية.

“بالجهد والمثابرة، نصيب الهدف!” شعار الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار، بالتعاون مع الرامية اللبنانية الدولية راي باسيل.

“بالجهد والمثابرة، نصيب الهدف!”

شعار الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار،

بالتعاون مع الرامية اللبنانية الدولية راي باسيل

 

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في 8 آذار، تنضم الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إلى الحملة ‏

#InspireInclusion  العالمية

وتطلق شعار “بالجهد والمثابرة، نصيب الهدف!”.

تتوجه الهيئة الوطنية بالشكر إلى الوجه الإعلامي للحملة الرامية اللبنانية الدولية راي باسيل، التي حققت بطولات عالمية عدة وأثبتت جدارتها كإحدى أبرز الرياضيات في مجال الرماية على مستوى العالم، وقد حصلت مؤخرًا على الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للرماية.

وتلقي الحملة الضوء على أهمية مشاركة النساء والفتيات في كافة مجالات العمل في المجتمع تجسيداً لمبدأ المساواة بين الجنسين. وترمي الحملة أيضاً إلى التشجيع على كسر الحواجز، وتغيير الصور النمطية، وإيجاد بيئات مؤاتية لإبراز صفات النساء وتقديرهنّ، ممّا يساهم في بناء مجتمع أكثر إنسجاماً وإنصافاً للأجيال المقبلة.

وتشجّع هذه الحملة على الإعتراف بالمقاربات الفريدة التي تضيفها النساء في المجالات كافة. ومن الأهداف الأساسية لهذه الحملة، الترويج للفائدة من مشاركة النساء في مراكز القيادة وصناعة القرار.

وتدعو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، النساء والرجال إلى مشاركتها في هذه الحملة من خلال نشر الصورة الرسمية على صفحاتهم، والتقاط صورهم الشخصية في الوضعية (رسم اشارة القلب في اليدين) التي تمّ اعتمادها عالمياً، والتي اتخذتها الرامية اللبنانية الدولية راي باسيل في الصورة المرفقة، وتبادلها على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بهاشتاغ  ‏#InspireInclusion

كلودين عون خلال ندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حول المرأة والسلام والأمن: الجدوى والتطبيق في السياق اللبناني

كلودين عون خلال ندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حول المرأة والسلام والأمن: الجدوى والتطبيق في السياق اللبناني، من تنظيم هيئة الأمم المتحدة للمرأة وسفارات فنلندا، النرويج وسويسرا في لبنان:

“نحن ندرك كما يدرك العالم أن استعادة حالة السلم تتطلب مشاركة جميع الفئات في إحلالها، ومن هذه الفئات النساء، وهذه الحالة لا تستقيم فعلاً إلا بهذه المشاركة. وقد كرّس قرار مجلس الأمن1325 حول المرأة والسلام والأمن في العام 2000 هذه المقاربة.”

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في ندوة حول المرأة والسلام والأمن: الجدوى والتطبيق في السياق اللبناني من تنظيم هيئة الأمم المتحدة للمرأة وسفارات فنلندا والنرويج وسويسرا، وذلك بهدف التعريف بشكل أوسع بإطار المرأة والسلام والأمن في لبنان، وتسليط الضوء عليه، وإبراز مدى أهميته، وجدوى تطبيقه في السياق الحالي والواقع الذي تعيشه النساء والفتيات،

كما وشارك في اللقاء السيدة جيلان المسيري ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان والسيد عمران ريزا المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، سفيرة فنلندا لدى لبنان السيدة آن مسكانن، وسفيرة سويسرا في لبنان السيدة ماريون ويشلت.

وألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: نعيش من جديد في لبنان حقبة من الخوف والقلق من الحروب ومن توسعها. فبالإضافة إلى الأزمات المتعددة التي نعيشها، يشهد جنوب لبنان حرباً شرسة تشنها إسرائيل، يسقط بنتيجتها الضحايا من نساء ورجال وأطفال وصحافيات وصحافيين، ويطال الدمار الذي تخلفه عددا كبيرا من القرى الجنوبية، مما يؤدي إلى نزوح عدد كبير من أهل الجنوب، وصل حتى اليوم إلى مئة ألف شخص، نصفهم من النساء. ونحن ندرك كما يدرك العالم، أن استعادة حالة السلم، تتطلب مشاركة جميع الفئات في إحلالها، إذ أن هذه الحالة لا تستقيم فعلا إلا بهذه المشاركة. وقد كرس قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن في العام 2000 هذه المقاربة.”

وأضافت: “لبنان دولة لا تزال بحاجة إلى تكثيف سبل مكافحة العنف ضد النساء والفتيات، ولا تزال محدودة فيها مشاركة النساء في الحياة السياسية وفي الإقتصاد وفي صناعة القرار، ولا يزال بعض قوانينها يميز سلبيا ضد المرأة، ولا تزال فيها الثقافة السائدة غير معترفة بالمساواة بين الجنسين.تم أخذ هذه المعطيات بعين الإعتبار عند مباشرة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في العام 2017 في وضع خطة عمل وطنية حول القرار 1325، بعد تكليفها من جانب رئاسة مجلس الوزراء. وضعت الهيئة بالشراكة مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية، وبدعم من هيئات الأمم المتحدة، خطة وطنية أولى لتنفيذ القرار 1325 للفترة 2019-2023. وبعد اعتماد الحكومة اللبنانية رسميا لهذه الخطة، بدأ العمل بها، وتم اعتماد آلية تنسيقية أشرفت عليها الهيئة لوضعها موضع التنفيذ.”

وتابعت: “شملت الخطة الوطنية للقرار 1325 خمسة أهداف استراتيجية هي: مشاركة المرأة في صنع القرار على جميع المستويات، ومشاركتها في منع نشوب النزاعات، ووقاية وحماية الفتيات والنساء من العنف المبني على النوع الإجتماعي، وتلبية احتياجات النساء والفتيات في أعمال الإغاثة والإنعاش، وجعل الأطر الناظمة للمجتمع من تشريعات وسياسات، مؤاتية لحماية النساء والفتيات. شملت الخطة الوطنية أيضا تحديد مؤشرات دالة على تنفيذ التدخلات وتحديد الموارد التقديرية المطلوبة لذلك.”

وأردفت: “لا تخفى عليكم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان خلال السنوات الخمس السابقة، والتي لا تزال قائمة اليوم، مع ذلك مضت الهيئة الوطنية مع شركائها في بذل الجهود للتوصل إلى النتائج المرجوة من تنفيذ خطة العمل. ومن بعض معالم هذا التقدم نذكر: على صعيد التشريعات، إقرار قانون ” تجريم التحرش الجنسي وتأهيل ضحاياه “، وتعديل قانون “حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري”، واعتماد المجلس الشرعي الإسلامي لقرار يجعل من سن ال 18 سنة، سنا أدنى للزواج، وإقرار اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان اقتراح قانون يرمي إلى حماية الأطفال من التزويج المبكر. ونذكر على صعيد السياسات، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان 2022 – 2030 وخطة عملها، إطلاق وزارة الشؤون الإجتماعية لخطة عمل وطنية للوقاية والاستجابة لزواج الأطفال في لبنان، واعتماد الحكومة اللبنانية لاستراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية، وتطوير الهيئة الوطنية مع شركائها لسياسات تحمي النساء من التعرض للتحرش الجنسي في نطاق العمل. ونذكر من الإجراءات التي تم اتخاذها، تطوير معايير جودة للدور الآمنة المخصصة للناجيات من العنف.”

على صعيد مشاركة النساء في صنع القرار أشارت السيدة عون إلى: “أن الدورة الأخيرة لتخريج الضباط شهدت للمرة الأولى تساويا بين عدد الضباط والضابطات المتخرجين من الكلية الحربية، كما تم إنشاء قسم النوع الاجتماعي في الجيش اللبناني، وأنه تم لأول مرة في لبنان تعيين سيدة على رأس محافظة. ولا تزال الجهود تبذل لحمل مجلس النواب على تخصيص النساء بكوتا في قانون الانتخابات البرلمانية والبلدية.”

وختمت: “نعمل اليوم إلى تحقيق المزيد، نخطط مع شركائنا في الهيئة لرسم خطة ثانية للمضي في تحقيق أهداف القرار 1325، ونعمل في الوقت نفسه على تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للمرأة وإلى تحقيق رؤيتها وهي أن “النساء في لبنان يقمن بأدوار قيادية في كافة المجالات، وهن يتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات في دولة يسودها حكم القانون وتصان فيها حقوق الإنسان.” آمل أن نكون في اليوم العالمي للمرأة في العام المقبل، قد أحرزنا تقدما في كافة الأهداف التي وضعناها لأنفسنا. أشكر هيئة الأمم المتحدة للمرأة وسفارات فنلندا والنرويج وسويسرا لتنظيم هذا اللقاء، على أمل أن يستتب الأمن والسلام بمشاركة النساء في جميع أنحاء العالم.”

اجتماع افتراضي للدورة 43 للجنة المرأة العربية – جامعة الدول العربية

كلودين عون في الاجتماع الافتراضي للدورة 43 للجنة المرأة العربية – جامعة الدول العربية:

” نشعر اليوم أننا بحاجة إلى  تثبيت وجودنا الحضاري في عالم تهدده مخاطر الإنزلاق إلى الإستسلام لشريعة الغاب، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج مجتمعاتنا إلى التماسك، وإلى إنهاء العمل بتشريعات وبممارسة تحول دون استفادتها من طاقات النساء.”

شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في الاجتماع الافتراضي للدورة 43 للجنة المرأة العربية برئاسة سلطنة عمان الذي عقده قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة المرأة في جامعة الدول العربية.

وألقت السيدة عون كلمة لبنان خلال اللقاء جاء فيها: “يطغى اليوم على اهتماماتنا في المنطقة العربية عموماً، الهم الأمني. فمع الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في فلسطين وفي جنوب لبنان، و يسقط بنتيجتها الضحايا من النساء والرجال والأطفال والصحافيات والصحافيين، وتتقصد فيها استهداف المستشفيات والمؤسسات الإجتماعية، تواجه مجتمعاتنا العربية خطراً وجودياً يحتم عليها الصمود والحفاظ على قيمها الإنسانية. نشعر اليوم أننا بحاجة إلى  تثبيت وجودنا الحضاري في عالم تهدده مخاطر الإنزلاق إلى الإستسلام لشريعة الغاب، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج مجتمعاتنا إلى التماسك، وإلى إنهاء العمل بتشريعات وبممارسة تحول دون استفادتها من طاقات النساء. والاهتمام الذي تعيره الدول والمجتمعات في العالم لتعزيز أوضاع النساء، لا يخرج عن نطاق تدعيم صمود شعوبها.”

‏وأضافت: “من هذا المنطلق نعمل في لبنان، ومن هذا المنطلق تمت بلورة الرؤية التي وجهت إعداد استراتيجية وطنية جديدة للمرأة في لبنان تمتد لغاية العام 2030. لذا نتعاون اليوم مع مؤسسات القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني، الناشطة في مجالات قضايا المرأة، في السعي إلى التوصل إلى جعل هذه الرؤية حقيقة، وهي أن نرى، في حدود العام 2030، النساء في لبنان “يقمن بأدوار قيادية في المجالات كافة، وهن يتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات في دولة يسودها حكم القانون وتصان فيها حقوق الإنسان.”

وتابعت: “للوصول إلى هذا المبتغى، حددت الاستراتيجية الوطنية الجديدة، التي بدأنا في العام الحالي بتطبيق خطتها التنفيذية الأولى، خمسة أهداف تتناول مواضيع مكافحة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، وإتاحة إستفادتهن من الخدمات الصحية والتربوية والاقتصادية والقضائية، والتوصل إلى مشاركتهنّ في الريادة والقيادة، كما تتناول جعل البيئة القانونية والبيئة الثقافية مؤاتيتين لهن.”

وأشارت إلى أنه: “سوف نختم العمل في الشهر المقبل بالمبادرات التي نصت عليها الخطة الوطنية الأولى لتطبيق القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن. ونذكر في هذا الصدد من بين الأهداف التي تم تحقيقها من خلال هذه الخطة: صدور قانون يعاقب على التحرش الجنسي، وتعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري لجهة ضمان حماية أكبر للضحايا، وتطوير سياسات تطبيقية للوقاية والاستجابة والمعاقبة على التحرش الجنسي في أماكن العمل، وتطوير معايير جودة لدور الحماية آمنة للنساء المعنفات، وإطلاق خطة عمل وطنية للوقاية والاستجابة لزواج الأطفال، وإقرار المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى سن ال 18 سنة لزواج الشبان والشابات وحظر إتمام عقد زواج قبل سن ال ١٥ سنة، واستحداث قاعدة بيانات إلكترونية ترمي إلى رصد مؤشرات تنفيذ الخطط الوطنية المعتمدة بشأن تعزيز أوضاع المرأة.”

وختمت: “أشكر د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، كما أشكر رئيسة الدورة السابقة د. يسرا كريم محسن من جمهورية العراق ورئيسة الدورة الحالية للجنة المرأة العربية الوزيرة د. ليلى النجار من سلطنة عمان، على تنظيم هذا اللقاء، وآمل أن تتيح لنا الظروف في لبنان وفي بلداننا العربية أن نتمكن من التغلب على الصعوبات، وأن نتابع مساراتنا في اتجاه تعزيز أوضاع النساء وتقدم المجتمع.”