كلودين عون خلال الجلسة الاستشارية الرفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة :

“في وجه الصورة المظلمة للوضع اللبناني اليوم، كان خيارنا الوحيد الاستثمار في رأس المال البشريّ بانتظار الإصلاحات الهيكليّة التي ستأتي عاجلاً أم آجلاً.”

شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في الجلسة الاستشارية الرفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، على هامش الدورة 68 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة، تحت عنوان “تمكين النساء الناطقات باللغة الفرنسيّة: وسيلة فعالة للدفع قدماَ بعملية إدماجهن بشكل مستدام في الحياة الاقتصادية”.

وخلال اللقاء ألقت السيدة عون كلمة جاء فيها: ” كنت أتمنّى أن أطلعكم اليوم على التقدّم المحرز في مسار تمكين النساء الناطقات بالفرنسيّة في لبنان. كنتُ أتمنّى أن أقدّم لكم الأرقام المتزايدة فيما يتعلّق بالفرص المتساوية المقدّمة للنساء مقارنة بتلك الخاصة بالرجال، في مجالات التعليم والتوظيف وريادة الأعمال والمشاركة السياسيّة. كنت أتمنّى أن أحتفل معكم بمساهمات النساء الناطقات بالفرنسيّة في الحياة الاقتصاديّة والمجتمع. لكنّ الوضع هو على خلاف ذلك.”
وتابعت: “لقد تغيّر السياق اللبناني منذ لقائنا الأخير. ففي لبنان، لا تزال التحدّيات في ارتفاع مطّرد. فالأزمات الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات المستمرّة في الجنوب، تضع البلاد في قبضة أزمات اقتصاديّة وماليّة وسياسيّة متزايدة، تفاقمت حدّتها مع غياب رئيس للجمهورية منذ شهر تشرين الثاني من العام 2022.
إنّ لبنان يستضيف، منذ ثلاثة عشر عامًا، عددًا كبيراً من النازحين السوريين مقارنة مع عدد سكّانه. وقد أدّى هذا الأمر إلى إضعاف البنية التحتيّة والخدمات العامة في البلاد، التي كانت قبلاً ضعيفة، مما ساهم في تفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة سابقًا، مسبّبًة تأثيرًا سلبيّا على النساء، بشكل خاص.
إنّ هذه الصعوبات أدّت إلى إفقار معظم السكّان ونضوب الموارد المخصّصة للتنمية الاجتماعيّة، بما في ذلك تلك المخصّصة لتمكين النساء. أمام هذا الوضع المعقّد، يبدو أنّ التغلّب على العقبات أصبح أكثر صعوبة، لا بل أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى.
في وجه هذه الصورة المظلمة للوضع اللبناني، كان خيارنا الوحيد الاستثمار في رأس المال البشريّ بانتظار الإصلاحات الهيكليّة التي ستأتي عاجلاً أم آجلاً.”
وقالت: “لهذا السبب أنا هنا اليوم، بأمل والتزام وإصرار.
لقد اعتمدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانيّة على المهام الثلاث المحدّدة لها في قانون إنشائها لتضاعف تقديمها لمشاريع القوانين بغية ضمان المساواة في الحقوق بين الجنسين في المحاكم اللبنانية، وتعزيز شراكتها مع المجتمع المدني وتوسيع ودعم شبكة نقاط الارتكاز الجندري الذين يتعاونون معها في المؤسسات الحكوميّة، وإعداد استراتيجية وطنية جديدة للمرأة في لبنان حتى العام 2030، تضمّ من بين أهدافها، الهدف الحاسم المتمثّل بالعمل من أجل تمكين النساء.
لتحقيق ذلك، وفي ظلّ غياب نظام الكوتا النسائيّة لزيادة المشاركة السياسيّة للنساء، تكثّف الهيئة الوطنيّة البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تشجيع النساء على الترشّح للانتخابات النيابيّة والبلديّة من خلال الاستثمار في تنمية قدراتهنّ الإداريّة في الشأن العام.
على الصعيد الاقتصادي وعلى الرغم من العقبات الحاليّة، مثل نقص الائتمان وتجميد الودائع والوصول المحدود إلى الموارد الماليّة، تعمل الهيئة، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والقطاع الخاص، على تدريب رائدات الأعمال، ولا سيّما في القطاع الزراعيّ.”
وأضافت: “على صعيد سوق العمل، تلتزم الهيئة بتعديل قانون العمل تعديلا إصلاحيًّا بهدف ما يلي:
• محاربة ظاهرة عدم المساواة في الأجور بين الجنسين.
• تمديد فترة إجازة الأمومة إلى 15 أسبوعًا.
• إقرار إجازة والديّة، لكلّ من الوالدين.
• حماية النساء العاملات من التحرّش الجنسيّ في بيئة العمل.
وأخيرًا، تأمل الهيئة أن تساهم الأحكام القانونيّة الجديدة لقانون الضمان الاجتماعي، والضامنة لتساوي النساء والرجال في مجال الاستفادة من الخدمات التي يقدّمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في تحسين مشاركة النساء في الحياة الاقتصاديّة.”
وختمت: ” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تقوم الهيئة بتنفيذ إجراءات متعدّدة الأبعاد للحدّ من تسرب الفتيات من المدارس، وتوسيع نطاق تعليمهنّ في مجال التكنولوجيا الرقميّة على جميع المستويات، وتشجيع الطالبات على التوجّه نحو التخصّص والتدرّب في المجالات العلميّة، وذلك بغية فتح أبواب المهن التكنولوجية لهنّ وتعزيز مشاركتهنّ الكاملة في الحياة الاقتصادية المستقبليّة.
وفي الختام، أدعو إلى تعزيز المبادرات التعاونيّة وتبادل الخبرات فيما بيننا، فمن خلال مشاركة معارفنا وأفضل الممارسات لدينا، سنتمكّن من تحقيق تقدّم ملموس ومستدام في هذا المجال.”