كلودين عون في الاجتماع الافتراضي للدورة 43 للجنة المرأة العربية – جامعة الدول العربية:

” نشعر اليوم أننا بحاجة إلى  تثبيت وجودنا الحضاري في عالم تهدده مخاطر الإنزلاق إلى الإستسلام لشريعة الغاب، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج مجتمعاتنا إلى التماسك، وإلى إنهاء العمل بتشريعات وبممارسة تحول دون استفادتها من طاقات النساء.”

شاركت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في الاجتماع الافتراضي للدورة 43 للجنة المرأة العربية برئاسة سلطنة عمان الذي عقده قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة المرأة في جامعة الدول العربية.

وألقت السيدة عون كلمة لبنان خلال اللقاء جاء فيها: “يطغى اليوم على اهتماماتنا في المنطقة العربية عموماً، الهم الأمني. فمع الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في فلسطين وفي جنوب لبنان، و يسقط بنتيجتها الضحايا من النساء والرجال والأطفال والصحافيات والصحافيين، وتتقصد فيها استهداف المستشفيات والمؤسسات الإجتماعية، تواجه مجتمعاتنا العربية خطراً وجودياً يحتم عليها الصمود والحفاظ على قيمها الإنسانية. نشعر اليوم أننا بحاجة إلى  تثبيت وجودنا الحضاري في عالم تهدده مخاطر الإنزلاق إلى الإستسلام لشريعة الغاب، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج مجتمعاتنا إلى التماسك، وإلى إنهاء العمل بتشريعات وبممارسة تحول دون استفادتها من طاقات النساء. والاهتمام الذي تعيره الدول والمجتمعات في العالم لتعزيز أوضاع النساء، لا يخرج عن نطاق تدعيم صمود شعوبها.”

‏وأضافت: “من هذا المنطلق نعمل في لبنان، ومن هذا المنطلق تمت بلورة الرؤية التي وجهت إعداد استراتيجية وطنية جديدة للمرأة في لبنان تمتد لغاية العام 2030. لذا نتعاون اليوم مع مؤسسات القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني، الناشطة في مجالات قضايا المرأة، في السعي إلى التوصل إلى جعل هذه الرؤية حقيقة، وهي أن نرى، في حدود العام 2030، النساء في لبنان “يقمن بأدوار قيادية في المجالات كافة، وهن يتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات في دولة يسودها حكم القانون وتصان فيها حقوق الإنسان.”

وتابعت: “للوصول إلى هذا المبتغى، حددت الاستراتيجية الوطنية الجديدة، التي بدأنا في العام الحالي بتطبيق خطتها التنفيذية الأولى، خمسة أهداف تتناول مواضيع مكافحة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، وإتاحة إستفادتهن من الخدمات الصحية والتربوية والاقتصادية والقضائية، والتوصل إلى مشاركتهنّ في الريادة والقيادة، كما تتناول جعل البيئة القانونية والبيئة الثقافية مؤاتيتين لهن.”

وأشارت إلى أنه: “سوف نختم العمل في الشهر المقبل بالمبادرات التي نصت عليها الخطة الوطنية الأولى لتطبيق القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن. ونذكر في هذا الصدد من بين الأهداف التي تم تحقيقها من خلال هذه الخطة: صدور قانون يعاقب على التحرش الجنسي، وتعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري لجهة ضمان حماية أكبر للضحايا، وتطوير سياسات تطبيقية للوقاية والاستجابة والمعاقبة على التحرش الجنسي في أماكن العمل، وتطوير معايير جودة لدور الحماية آمنة للنساء المعنفات، وإطلاق خطة عمل وطنية للوقاية والاستجابة لزواج الأطفال، وإقرار المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى سن ال 18 سنة لزواج الشبان والشابات وحظر إتمام عقد زواج قبل سن ال ١٥ سنة، واستحداث قاعدة بيانات إلكترونية ترمي إلى رصد مؤشرات تنفيذ الخطط الوطنية المعتمدة بشأن تعزيز أوضاع المرأة.”

وختمت: “أشكر د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، كما أشكر رئيسة الدورة السابقة د. يسرا كريم محسن من جمهورية العراق ورئيسة الدورة الحالية للجنة المرأة العربية الوزيرة د. ليلى النجار من سلطنة عمان، على تنظيم هذا اللقاء، وآمل أن تتيح لنا الظروف في لبنان وفي بلداننا العربية أن نتمكن من التغلب على الصعوبات، وأن نتابع مساراتنا في اتجاه تعزيز أوضاع النساء وتقدم المجتمع.”