كلودين عون روكز رعت  حفل افتتاح دروب جديدة في محمية بنتاعل:

” كما أن الأشجار المغروسة جذورها في أرضنا وتنتمي إلى هذه الأرض وتدافع عن وجودها وتعطينا الأوكسيجين، يجب أن  تأخذ حقها وفرصتها في الطبيعة، كذلك المرأة في مجتمعنا، المواطنة الكاملة صاحبة الجذور اللبنانية التي تنتمي إلى هذا الوطن، يجب أن تأخذ حقها وفرصتها من دون تمييز، وأن تكون شريكة  في صنع القرار.”

‏‎09/06/2019 برعاية وحضور السيدة كلودين عون روكز رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، ولمناسبة اليوم العالمي للبيئة، افتتحت محمية بنتاعل الطبيعية وجمعية التحريج في لبنان دروبًا جديدة للسير في المحمية في حضور رئيسة دائرة الأنظمة الإيكولوجية السيدة لارا سماحة ممثلة وزارة البيئة، مديرة جمعية التحريج في لبنان د. مايا نعمة، المهندس ريمون خوري رئيس لجنة محمية بنتاعل الطبيعية، رئيس بلدية إده السيد بيار إده، الى جانب عدد من مخاتير الحروف، أعضاء من لجنة المحمية، المجتمع المحلي ومجموعات السير في الطبيعة  (Hiking Groups).
وأتاحت هذه المناسبة الفرصة لتسليط الضوء على مساهمة جمعية التحريج في لبنان بتنظيف 87،227 مترًا مربعًا من جوانب الطرقات في بنتاعل وجوارها، بالاضافة الى فتح مسارات جديدة في المحمية من خلال توظيف حوالي 190 عاملاً على مدى أربعة أشهر.
يهدف فتح الدروب، الى الوقاية من خطر انتشار الحرائق في الغابة ويضمن وصول الإطفائيين الى موقع الحريق والعمل على اخماده. كما كانت هذه المناسبة فرصة للتشديد على أهمية السياحة البيئية في تعزيز التطور الريفي من خلال خلق فرص عمل للمجتمعات المحلية وزيادة التوعية البيئية لدى مجموعات السير في الطبيعة في الوقت نفسه.

‏‎وألقت السيدة عون روكز كلمة بالمناسبة قالت فيها:” ” تجسّد دروبنا الجبلية هويتنا وتاريخ أجدادنا وطبيعة أرضنا! ومحمياتنا الطبيعية ال15 هي ثروة طبيعية وجمالية ثقافية وسياحية، ومن الركائز الأساسية في سياسة التنمية الريفية.

ويشكّل افتتاح دروب جديدة في محمية بنتاعل، خطوة إيجابية في حماية واستدامة الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، ومبادرة في سبيل الحفاظ على البيئة واستدامتها.

فإنطلاقاً من حق كل إنسان أن يعيش في بيئة سليمة ونظيفة، نسعى، بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى مواجهة أخطار التلوّث من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع والتعاون بين الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الخاصة والعامة، والقيام بمشاريع مختلفة وفي المجالات البيئية كافة، في سبيل خلق بيئة صحيّة ونظيفة.”

وتابعت:” هذه المشاريع، التي نسهر على تنفيذها بالكامل ، والتي توسّعت على محاور عدة وتحققت الإنجازات فيها، بدأت بتعهد رئيس الجمهورية بإعلان معاهدة سلام بين الإنسان والطبيعة والحفاظ على الطيور المقيمة وحماية الطيور المهاجرة، وتتابعت بإطلاق سنوياً “الحملة الوطنية للتحريج” ،وتطبيق قانون الصيد البري وإقامة حملة توعوية بيئية  بعنوان “بتعاقبو بحريتو، بتتعاقب بحريّتك” بالتعاون مع وزارة البيئة ووزارة الداخلية والبلديات، لتذكير الصيادين بضرورة الإلتزام بالتواريخ المحددة لموسم الصيد،  وعدم اصطياد الطيور الممنوع صيدها، . إضافة إلى إطلاق حملة “مشي لتحمي” لجمعية درب الجبل اللبناني بهدف حماية هذه الدرب، التي تربط لبنان من شماله وحتى جنوبه مروراً ب 75 بلدة، من التعديات البيئية والأثرية، وزراعة الشجرة المليون في القصر الجمهوري وهي محطة على طريق برنامج زراعة  40 مليون شجرة الذي أطلقته وزارة الزراعة.

إضافة إلى استقبال أكثر من 3000 طالب كل سنة في بيت الشعب في أسبوع الاستقلال، وإقامة حملات توعوية حول زراعة الشجر وأهمية المحافظة عليها وعلى الغابات، وتشجيع طلاب أكثر من ثلاثين مدرسة على عملية إعادة التدوير، من خلال جمع  500 ألف غطاء بلاستيكيّ استبدلت بسماعة أذن لشاب يعاني من نقص حاد في السمع، وغيرها…”

وأضافت:” لا شك أن احترام قوانين ونظم الطبيعة، والحفاظ على بيئة سليمة، من منع تلوّث الهواء وحسن إدارة النفايات الصلبة والموارد المائية ومعالجة وتصريف المياه المبتذلة، وتحسين استدامة إدارة الأراضي، وتعزيز ثقافة الحس البيئي، هي من المقومات الأساسية لمجتمع سليم ومتطوّر وحضاري.

لكن أيضاً من مقومات المجتمع السليم، هو اعتماد مبدأ المساواة في المجالات كافة.

فكما أن الأشجار المغروسة جذورها في الأرض والتي تنتمي إلى هذه الأرض، وتتواصل مع بعضها البعض وتدافع عن بعضها وعن وجودها وعن استمرارها وتعطينا الأوكسيجين، يجب أن  تأخذ حقها وفرصتها في الطبيعة، كذلك المرأة في مجتمعنا، المواطنة الكاملة، صاحبة الجذور اللبنانية التي تنتمي إلى هذا الوطن وهي جزء منه، يجب أن تأخذ حقها وفرصتها من دون تمييز، وأن تكون فاعلة ومنتجة وشريكة  في صنع القرار.”

وختمت بقول لرئيس الجمهورية: “الطبيعة عالم حيّ متوازن بثلاثة أبعاد مترابطة، إنسانية وحيوانية ونباتية…هكذا شاءت حكمة الخالق وهكذا يجب أن تبقى. وبمحافظتنا على هذه الأبعاد وعلى توازنها تُحفظ الحياة وتَنتظم دورتها. #محميتي_حياتي”

وشكرت محمية بنتاعل الطبيعية وجمعية التحريج بلبنان LRIعلى هذه المبادرة، وتمنّت مزيداً من الدروب والمحميات الطبيعية في لبنان لبيئة سليمة وصحية ومستدامة.
بدورها شكرت رئيسة دائرة الأنظمة الإيكولوجية السيدة لارا سماحة ممثلة وزارة البيئة السيدة كلودين عون روكز  قائلة: “ننتهز هذه المناسبة لنعرب عن شكرنا للسيدة كلودين عون روكز لدعمها لقضية المحميات الطبيعية والمحافظة على الطيور المهاجرة ولايلائها اولوية للمواضيع البيئية ورفعها الى مستوى رئاسة الجمهورية حيث أعطى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعماً شخصياً للقضية البيئية وللمحافظة على الطبيعة والتنوع البيولوجي.
‏‎من ناحيتها شكرت مديرة جمعية التحريج في لبنان الدكتورة مايا نعمه من خلال كلمتها، لجنة محمية بنتاعل الطبيعية على التزامها، وأثنت على جهودها في تنفيذ مشروع فتح الدروب وتنظيف جوانب الطرقات. وأكدت على مواصلة دعم الجمعية لأقدم محمية في لبنان – محمية بنتاعل الطبيعية.

‏‎من جانبه، قال المهندس ريمون خوري:” هذه المحمية الطبيعية في بلدة بنتاعل التي قدّم أرضها أهل بنتاعل، في رؤية مستقبلية منهم قلّ مثيلها، وتحوَّلتْ بفضل عمل اللجان المتعاقبة عليها، الى مَعلم سياحي بيئي رياضي اجتماعي وصولاً الى ما هي عليه اليوم، لا زالت تحتاج بعد الى الكثير الكثير، وفاءً لأجدادنا البنتاعليين، فلهم منَّا الدعاءات والصلوات والرحمات.”
أما رئيس بلدية إده السيد بيار إده ، فشدّد على أهمية وجود المحميات الطبيعية من الناحية الإقتصادية والسياحية، شارحًا كيف تطورت ونمت هذه المحمية وشاكراً كل الأيادي البيضاء التي ساهمت في ذلك.
‏‎ممثلاً مخاتير الحروف، قال المختار عبدو خوري:” في لقائنا في محمية بنتاعل الطبيعية لا بد ان نستذكر أجدادنا الذين أحبوا الطبيعة، فزرعوا أشجارها بذورًاً وسقوها بعرق جبينهم لتصبح على ما هي عليه اليوم. وشكرًا لأبناء هذه المنطقة الذين حولوها الى محمية تحاكي الجمال.