كلودين عون روكز خلال لقاء اجتماعي تربوي بعنوان “عبّر عن إنسانيتك لأنها هويتك” في المدرسة الأنطونية الدولية، عجلتون،

” كونوا إنسانيين في كلّ كلمة تخرج من فمكم، وكلّ موقف تتخذونه، ودعوا عطر المحبة يفوح منكم ومن أعمالكم، ولا تنسوا أن الخير والجمال معديان .”

 

 

31/05/2019 رعت السيدة كلودين عون روكز رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لقاءً اجتماعياً تربوياً من اعداد قسم اللغة العربية في المدرسة الأنطونية الدوليّة في عجلتون، بعنوان “عبّر عن إنسانيتك لأنها هويتك” في اطار المهرجان الحادي عشر للمدرسة، بحضور الأباتي داوود رعيدي، مدير المدرسة الأب أندره ضاهر، الرهبان، مدراء الأقسام، الأب هاني طوق، الإعلامية دوللي صبّاغ غانم، الإعلامي سعد الياس، الإعلامية ريما نجيم كريمة، أهالي التلاميذ، أعضاء الهيئة التعليمية وتلاميذ المدرسة.

بعد الكلمة الترحيبية التي شدّدت على ماهيّة اللغة العربية في التنشئة على الأنسنة المتضامنة في مشرقنا الذي يبحث عن السلام وعن دور اللبنانيين بأنسنة لغة الضاد، عبّر التلاميذ من خلال مشاهد فنيّة عن وضع الإنسانية في عالمنا مستخدمين لغة عربية احبّوها انطلاقًا من المقاربة والطرق الحديثة المعتمدة في المدرسة الأنطونية. وكان للإعلاميين الثلاثة كلمات سلّطت الضوء على واقع ومرتجى الإنسانية والتحديات التي نعيشها اليوم .

 

بعدها كانت كلمة السيدة عون روكز راعية الحفل قالت فيها:””عبّر عن إنسانيتك، لأنها هويّتك” هذا العنوان الذي اخترتموه للقاء اليوم، يختصر مسيرة حياة كلّنا مدعوّون أن نعيشها. في حياتنا، نحن دايماً أمام خيارين، الخير والشرّ، الصحّ والخطأ، الحق والباطل، ونحن من نختار الطريق الذي نريد أن نسلكه.

لا شك أن ظروف الحياة، تلزمنا وتغيّر مساراتنا أحياناً، وتحدّ من الخيارات المطروحة إمامنا، ولكن بالرغم من ذلك، يبقى لدينا الخيار بين الخير والشر والصح والخطأ.

في هذه المدرسة، أنتم تتعلمون وتكبرون وتتحدد معالم شخصياتكم، و تكتشفون مواهبكم، وتقيمون صداقات وتعيشون تجارب، ومن المؤكد أنكم وقفتم وتقفون دايماً أمام خيارين، وأنتم تأخذون القرار الذي تجدونه مناسباً.

أؤكد لكم، أن الخير والجمال معديان، “وإيه، وِقفت علّي وعليكن وعلى كلّ واحد منّا”

وطريق الحقّ والنضال له، يؤدي إلى العدالة، حتى ولو بعد وقت طويل.”

 

وتابعت:” إن وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي شارك لبنان في صياغتها، تكرّس وتعترف بحقوق الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو جنسه.

كونوا إنسانيين في كل كلمة تخرج من فمكم، وكلّ موقف تتخذونه، وكل مشروع تقومون به، وحافظو على الإنسانية التي جبلنا الله بها، ولا تسمحوا لمصاعب الحياة وتجاربها أن تبعدكم عنها.

أدعوكم أن تستبدلوا ثقافة الحقد والكراهية والسلبية التي تكثر في أيامنا، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بثقافة الاحترام، احترام الانسان الآخر والاختلاف بالإنسان الآخر، واحترام القوانين والمبادئ الإنسانية، إحترام الطبيعة والبيئة والنظافة العامة، وألا نتخلى عن مسؤوليتنا كمواطنين، فشوارعنا هي ملكنا تماماً كبيوتنا، ونظافتها من نظافتنا، وكما أن الدولة مسؤولة عن تنظيف الطرقات، من مسؤوليتنا أيضاً ألا نساهم في تلوث أرضنا ومياهنا وهوانا.

هناك مثل قائل بأنه حين يرسل الله إلينا هدية ، يغلّفها بمشكلة. وفي كلّ مرة نفتح مشكلة ، نجد  هدية. كونوا إيجابيين في التعاطي مع الظروف التي ستواجِهكم، مَهما كانت صَعبة، ولا تدعوا السَّلبِيات تهزمكم، فالحياة “طلعات ونزلات” ومتى عرفنا هذه الحقيقة، لن يكسرنا شيء.”

وتوجهت للطالبات وقالت:” احلمن وادرسن وانجحن وأبدّعن بمهنكن، إن طاقاتكن وقدراتكن هي بالأهمية نفسها لطاقات وقدرات الشباب، لكي تبنوا سوياً مجتمعاً أفضل من مجتمعنا اليوم الذي لا زال يميّز بين بناته وشبابه. من هنا يأتي عملنا ونضالنا في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، لتحقيق المساواة الكاملة بين النساء والرجال بالحقوق كما بالواجبات، انطلاقاً من الدستور اللبناني الذي يساوي بين كلّ المواطنين ومن مبدأ العدالة الاجتماعية، وانطلاقاً من كون المرأة شريكة أساسية بالمجتمع والوطن.

وتطرّقت إلى مشروع القانون الذي تقدمت به الهيئة الوطنية لشؤون المرأة حول حق المرأة اللبنانية بنقل جنسيتها لأولادها، وردود الفعل التي نتجت عنه إنطلاقاً من عدم الاعتراف بالمرأة كمواطنة كاملة والاستمرار بالتمييز ضدها”

وأضافت:”إنطلاقاً من تجربة شخصية، قالت:” أدعوكم أن تختاروا عملاً تطوّعياً تنشطون فيه وتنمون من خلاله، تطوعوا في الصليب الأحمر أو في الجمعيات  أو في الأحزاب…. إلى جانب اهتمامكم بالمهنة والعائلة، لتحققوا التوازن في حياتكم على كلّ المستويات.

اتخذزا قراركم من الآن ألا تدخلوا في دوامة  الفساد والكذب واللاضمير، وكونوا أكيدين أنه بإمكانكم التغيير. تبدأون بتغيير عائلتكم ثمّ مجتمعكم الصغير وبعدها مجتمعنا الكبير. وهنا لا بدّ لي أن أشارككم تجربتي بعد زيارتي لتجمّع أم النور منذ يومين، حيث اختبرت معاناة الشباب الذي يقع ضحية المخدرات، لأسباب مختلفة، منها المشاكل العائلية ومنها الظروف الاقتصادية ومنها العنف، وغيرها، فيدخلون في ظلام يخيّم على حياتهم وعائلاتهم وتبدأ المعاناة النفسية والجسدية الطويلة. أطلب منكم بل أرجوكم إلا تجرّبوا تعاطي المخدرات، وأن تساعدوا أصدقاءكم إذا وقعوا ضحيتها، فهنا يكمن جوهر الإنسانية”

وختمت:” دعوا عطر الإنسانية والمحبة والتواضع، يفوح منكم ومن أعمالكم، وهذا وحده كافي لتكون حياتكم مليئة بالفرح والحب والطموح.

أتمنى لكم مستقبلاً آمناً، فيه الكثير من الفرص والنجاح والتفوّق، لكن فيه أيضاً الكثير من الإنسانية.”

 

وفي ختام اللقاء وزّعت شهادات التميّز على الرابحين في مباراة التعبير الكتابي.