كلودين عون روكز خلال حفل تدشين أول ماكينة لإعادة تدوير خراطيش الصيد المستنفذة بدعوة من مبادرة “عيش لبنان” التابعة لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية:

” يأتي  تدشين ماكينة إعادة تدوير الخرطوش التي صممها طلاب من جامعة سيدة اللويزة، تتويجاً لسنتين من الحملات التوعوية والأنشطة التطوعية لجمع الخراطيش التي قمنا بها في عدد من المناطق اللبنانية”

 

20-3-2019 دشنت مبادرة “عيش لبنان”، التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، أول ماكينة لإعادة تدوير خراطيش الصيد المستنفذة، في مركز جمعية “الإصغاء” لفرز النفايات في الفنار، بالشراكة مع “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية”و جامعة سيدة اللويزة، بدعم من سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي السيدة سعدى الأسعد فخري، وذلك يوم الأربعاء الواقع فيه 20 آذار/مارس 2019.
حضر حفل التدشين رئيسة “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” كلودين عون روكز،  وزير البيئة فادي جريصاتي ، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي سيلين ميرود، النائب إدي معلوف، قائمقام المتن مارلين حداد، رئيس بلدية الفنار جورج سلامة، عميد كلية الهندسة في الجامعة ميشال حايك، وحشد من ممثلي الجمعيات البيئة وفعاليات.

بعد جولة في معمل الفرز، أعطت السيدة سعدى الأسعد فخري إشارة تشغيل الماكينة التي من المقرر أن تعيد تدوير قرابة 5.5 مليون خرطوشة صيد مستنفذة جرى جمعها خلال العامين الماضين خلال الانشطة التطوعية التي نفذتها  مبادرة “عيش لبنان” بالتعاون مع جمعية عيش حب لبنان والهيئة الوطنية لشؤون المرأة في العديد من المناطق اللبنانية المصابة بالتلوث نتيجة رمي هواة الصيد البري خرطوش الصيد المستنفذة في الطبيعة، مما يسبب تلوث المياه الجوفية والتربة. وقام المشروع بحفظ الكميات التي يتم جمعها تمهيداً لبدء أعمال التفريق النهائي للخرطوش بهدف إعادة تدوير البلاستيك والنحاس.
وقد صمم ماكينة إعادة تدوير الخرطوش طلاب من جامعة سيدة اللويزة هم شربل عيد وجوزيف كاتمرجي وجو نجم الخوري بإشراف الدكتور نجيب متني، وتقوم هذه الآلة بفصل البلاستيك عن الحديد المطلي بالنحاس وتعيد تدويره، بدعم من مشروع “عيش لبنان”.

فخري
وأعربت  فخري عن “سعادتها بدعم هذا المشروع” ، مشددة على “ضرورة توعية الصيادين على جمع هذه الخراطيش”. كما نوهت “بمبادرة طلاب جامعة سيدة اللويزة، الذي علموا على تصنيع آلة لفرز خرطوش الصيد المستنفذ، وبذلك يكون المشروع قد ساهم في جانب مهم يحتاجه لبنان وهو دعم البحث العلمي”.

روكز
بدورها أكدت روكز على “ضرورة إنفاذ قانون الصيد البري الأمر الذي يحد من المخالفات، وأبرزها صيد العديد من أنواع الطيور النادرة والمهددة بالانقراض”. واسفت “لكون العديد من المناطق الحرجية اللبنانية، التي تعتبر مراكز عبور للطيور المقيمة والمهاجرة، مغطاة بأكوام من خرطوش الصيد الفارغ، التي تترك بعد إطلاقها وتفريغها من أسلحة الصيد، في الاحراج وسرعان ما تتحول الى أكوام من القمامة تلوث التربة وتنتقل بفعل السيول والامطار من منطقة الى اخرى، وتتسبب هذه القمامة بالتلوث الناجم عن بقايا الزرنيخ والبارود والرصاص، الى تلوث الهواء ومياه الينابيع الجوفية، زد على مخاطر الخرطوش الذي يتحول بسبب البلاستيك إلى وقود للنيران”.

ونوهت روكز “بحملة التوعية البيئية التي أطلقتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ووزارة الداخلية والبلديات وزارة البيئة  بعنوان:”بتعاقبو بحريتو، بتتعاقب بحريتك! بهدف تذكير الصيادين بضرورة الإلتزام بالتواريخ المحددة لموسم الصيد البري وعدم ممارسة الصيد خارجها، وذلك بغية الحفاظ على الطيور المقيمة وحماية الطيور المهاجرة وخصوصا أنواع الطيور الآيلة إلى الإنقراض. كما تؤكد هذه الحملة على التزام الجهات المعنية بتشديد العقوبات، بالتغريم والسجن، على كل من يخالف القوانين المعتمدة، وكل من يصطاد الطيور الممنوع صيدها على مدار السنة، أو يصطاد خارج موسم الصيد المعتمد”.

ميرود
وعلقت  ميرود على هذا الحدث بالقول “إن هذا المشروع يهدف إلى المساهمة في تطبيق التوجهات العالمية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في غضون العام 2020، ومن ضمنها الهدف 15، وإلى تطبيق سياسة بيئية سليمة في لبنان”.

ولفتت الى أن “برنامج الامم المتحدة الانمائي مستمر بدعم مبادرات تهدف الى الحفاظ على البيئة”  وأكدت على “أهمية  الجانب التربوي من المشروع، خصوصا عندما يشارك الطلاب والكشافة في حملات جمع النفايات من الطبيعة والشواطئ ومصبات الانهر، لأن ذلك يساعد على تعزيز التربية على حب البيئة والمحافظة عليها”.

جريصاتي
من جهته قال الوزير جريصاتي: “ما أنجزه اليوم طلاب ال NDU  يؤكد على الإبداع اللبناني، وعلى أهمية الفكر (الدماغ) اللبناني، ولطالما قلنا إن أفضل إستثمار نقوم به هو أن نستثمر في طلابنا، في الإنسان اللبناني، فمنهم من نجح ومنهم من سافر ورفع إسم لبنان عاليا في العالم كله، فبمقدار ما نشجعهم ونحتضنهم ونجعلهم يبقون هنا في أرضهم، ويقومون بمثل هذه المبادرة، فبهذا المقدار هم فخرنا، ويثبتون الشباب في أرضهم”.

أضاف: “تمكنا اليوم من الجمع بين الإبداع اللبناني وبين المسؤولية البيئية والمسؤولية الإجتماعية، ولدي رسائل أود توجيهها لكل الذين ساهموا في هذا العمل، من جامعة ال NDU التي احتضنتهم، الى الUNDP، الى السيدة سعدى الموجودة الى جانب كل مبادرة شبابية”، شاكرا  “جمعية L’Ecoute بشخص الأب جان ماري شامي على العمل الرائع الذي يقوم به، مجسدا مثالا عن المسؤولية الإجتماعية والمسؤولية البيئية والمسؤولية الإنسانية”.

وقال: “واجبنا الإنحناء أمام إنجازاته مع الجمعية ومع النساء اللواتي يقدمن المساعدة، وينبغي أن يعرف الجميع أنهم من ذوي الإحتياجات الخاصة، وهم قادرون على إعادة تدوير كل تلك المواد الموجودة في الداخل، ونحن كوزارة بيئة لا نستطيع إلا أن نشجعهم ونقف الى جانبهم ونشد على يدهم، داعين أن يكثر الله أمثالهم”.

ولفت الى أنه “بالتعاون بين وزارة الصناعة والبيئة والإقتصاد وبين جمعيات كثيرة قادرة على المساعدة، المؤمنة بالشباب اللبناني المستحق كل دعم، نحن قادرون على خلق المبادرات ، وتحسين ماكينة إعادة التدوير، فإمكانياتهم ضئيلة الى الآن، عبر تقديم إمكانيات أكبر، وبمساعدة الخيرين ودعم ال UNDP نستطيع تحقيق الكثير إذ لا حدود للإبداع اللبناني”.

ووصف اليوم بأنه “رائع لأننا نجمع فيه هذا الكم من الأمور الجيدة” متطرقا الى موضوع الصيد “الذي نقوم بمقاربة جدية جدا له، فهناك عمل كثير أنجز وهناك ما ينبغي فعله بعد، فنحن مع الصيد المسؤول” وقال: “نريد من الصيادين أن يساعدونا أكثر بتطبيقهم كل القوانين، وأن يقوموا برفع وجمع فراغات الخرطوش لأنها ملوث كبير للبيئة” ، مشيرا الى أن “هذه الماكينة جزء من الحلول القابلة للإعتماد، بصنع إعادة تدوير للخرطوش، مخففين بذلك الضرر  عن البيئة، فيحافظ الصيادون على متعة الصيد بمسؤولية حماية للبيئة، مجتنبين صيد الطيور المحظور صيدها والقانون سيطبق غلى الجميع”.

وشدد الوزير جريصاتي “على أهمية مشروع تعديل قانون الصيد البري رقم 580 تاريخ 25/2/2004 والذي أعدته وزارة البيئة العام الماضي وينتظر المصادقة في مجلسي الوزراء والنواب.
وينص مشروع التعديل على العديد من النقاط أبرزها مهام الضابطة بيئية في انفاذ نظام الصيد البري من خلال محامين عامين بيئيين وقضاة تحقيق في شؤون البيئة، لقمع مخالفات الصيد،  وتعديلات في نظم ترخيص اسلحة الصيد وفئاتها”.

ولفت الى أن “التعديل الأبرز الذي تقترحه الوزارة يتعلق بإلزامية جمع خرطوش الصيد المستنفذ بعد استخدامه وعدم رميه في الطبيعة”.

يشار الى أن وزارة البيئة أدخلت مادة جديدة على مشروع قانون الصيد تنص على التالي: “وجب على الصياد الحائز على رخصة صيد، أن يجمع الخرطوش المستنفذ أثناء كل رحلة صيد، والتخلص منه في حوايات النفايات او لدى مراكز تجميع النفايات للفرز من المصدر. دون الزامية جمع خرطوش الصيد على رخصة الصيد، ويعتبر عدم جمع الخرطوش المستنفذ مخالفة توجب تسطير محضر بحق مرتكبها. يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 14 من القانون رقم 580 المتعلق بنظام الصيد البري في لبنان كل من يصطاد ولا يجمع خرطوش الصيد المستنفذ الذي استخدمه اثناء رحلة الصيد. يتوجب على شركات تصنيع الخرطوش المحلي والتجار الذي يستوردون الخرطوش من الخارج تدوين عبارة على كل علبة خرطوش، تنبه من خطر ترك العبوات الفارغة في الارض، ومخالفة هذا الاجراء للقوانين والقرارات النافذة المفعول.

ويستهلك لبنان سنويا ما يزيد عن 40 مليون خرطوشة صيد (15 مليون خرطوشة تباع عن طريق التجارة غير النظامية )، وينتج عن هذه الكمية الكبيرة من الخرطوش قرابة 1680 طن من الرصاص وقرابة 600 طن من البلاستيك والنحاس. وتبلغ فاتورة استيراد خرطوش الصيد 19.80 مليون دولار سنويا، في حين يبلغ إجمالي كميات الطيور التي يتم اصطيادها سنوياً في لبنان قرابة 2.6 مليون طير، بما فيها الطيور المحلقة والمهاجرة المحمية بموجب الاتفاقيات الدولية.

وتهدف مبادرة “عيش لبنان” إلى حث اللبنانيين المقيمين في الخارج على المساهمة في تمويل مشاريع إنمائية في المناطق الأكثر فقرا في لبنان.ويجري التمويل عبر موقع “www.livelebanon.org” وعبر تطبيق “LiveLebanon” على الهواتف الذكية. وقد أنجزت مبادرة “عيش لبنان” حتى اليوم 65 مشروعا في مختلف المناطق من الشمال إلى الجنوب، والبقاع، بيروت، وجبل لبنان.