الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية واللجنة الروتارية للمياه في لبنان

تدشنان نظام تنقية المياه وترميم سجن بعبدا للنساء

 

6-12-2018 كلودين عون روكز: ” إن كلّ إنسان، مهما كانت ظروف حياته ومهما أخطأ في خياراته، وأصبح سجينَ القضبان ومكبّل الحرية، له الحقّ بأن يعيش بكرامة، وفي بيئةٍ نظيفة وسليمة، من أبسط مستلزمات الحفاظ على الصحة، توفير مياه نقيّة للشرب”

 

جميل معوّض:” نعلن من هنا أننا قررنا تنفيذ هذا المشروع في كلّ سجون لبنان للنساء والرجال، فهذا المشروع الذي نفتخر به كلبنانيين بدرجة أولى وكروتاريين بدرجة ثانية، نكرّس من خلاله حقاً من حقوق الإنسان، ألا وهو الحق بالماء”

 

دشّنت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية واللجنة الروتارية للمياه في لبنان، نظام تنقية المياه وترميم سجن بعبدا للنساء، ضمن مشروع مشترك منفّذ من قبل الهيئة والروتاري، وذلك في حفلٍ في مقرّ السجن ، بحضور السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة، وممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد منطقة جبل لبنان العقيد جهاد الأسمرعلى رأس وفد  من قوى الأمن الداخلي، والعقيد غسان عثمان، رئيس فرع السجون في قوى الأمن الداخلي، والشيخ جميل معوّض، المحافظ السابق للروتاري ورئيس لجنة المياه في المنطقة الروتارية 2452 ، والسيدة منى جحا كنعان، مساعدة محافظ سابقاً الروتاري ورئيسة لجنة المياه في السجون اللبنانية، والمهندس جورج عازار، نائب محافظ سابق ونائب رئيس لجنة المياه في السجون اللبنانية، وآمرة سجن بعبدا للنساء الملازم الأول نانسي ابراهيم، والمحامية كوليت الحايك مسعد، أمينة سرّ الهيئة، والسيدة رنا غندور سلهب، عضو المكتب التنفيذي في الهيئة، ورؤساء وأعضاء الأندية الروتارية في لبنان.

افتتح اللقاء بكلمة عريفة الحفل السيدة منى جحا  كنعان، استهلتها بقولٍ لجبران خليل جبران عن العطاء، ثم استعرضت عمل اللجنة الروتارية لتنقية المياه في السجون اللبنانية ورحّبت بالحضور والمشاركين في الحفل.

بعدها كانت كلمة السيدة كلودين عون روكز، قالت فيها:” إن كلّ إنسان، مهما كانت ظروف حياته ومهما أخطأ في خياراته، وأصبح سجين القضبان ومُكبّل الحرية، له الحقّ بأن يعيش بكرامة، وفي بيئةٍ نظيفة وسليمة، تحترم فيها أبسط حقوق الإنسان.

من هنا تسعى الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، إضافة لعملها لإزالة كلّ أشكال التمييز ضدّ النساء من خلال تعديل القوانين المجحفة بحقّهن، إلى مساعدة وتمكين كلّ النساء وخصوصاً المهمشات منّهُن، بهدف إندماجهُن بكرامة في المجتمع، والمساهمة في تحسين ظروف حياتهنّ قدر الإمكان، من خلال مشاريع تقوم بها بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات والمنظمات غير الحكوميّة.”

 

وأضافت:” ومن أبسط مستلزمات الحفاظ على الصحة، توفير مياه نقيّة للشرب، فكما الهواء، لا غنى عن المياه، ولا يجوز أن تكونَ ناقلة للأوبئة والأمراض لأية فئة من المجتمع.

وانطلاقاً من الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، وهو الصحة الجيدة والرفاه، نعمل جميعاً، جهات رسمية وجمعيات أهلية، على ضمان الحياة الصحية للجميع،  وذلك لمستقبلٍ أفضل وأكثر استدامة، وتصدّياً للتحديات العالمية التي تواجهها المجتمعات كافة.

من هنا كان تعاوننا مع أندية الروتاري في مشروع نظام تنقية المياه في سجن بعبدا للنساء، الذي جسّد التزام الطرفين بمبدأ الواجب الإنساني والمسؤولية المشتركة تجاه المجتمع، وكان مثلاً تطبيقياً لكيفيّة تحقيق فرق في حياة السجينات، اللواتي لهنّ كلّ الحق بشرب مياهٍ نظيفة ومكرّرة.”

 

وختمت:” أشكر أندية الروتاري على مبادرتهِا الإنسانية، كما أشكر قوى الأمن الداخلي، على الدور الأساسي والجوهري والإيجابي الذي تلعبه في كلّ القضايا المتعلّقة بالنساء، ولتكن هذه الخطوة لتكرير المياه في سجن بعبدا، إنطلاقة لمشروع أشمل يطال السجون اللبنانية كافة.”

 

بعدها ألقى الشيخ  جميل معوّض كلمة أكد فيها:أن المياه هي مصدر الحياة، وعندما تكون غير آمنة للإستعمال، يمكن لهذه المياه أن تتسبب بأمراض خطيرة. فالمياه الملوثة وغير المعالجة تؤثر سلباً على صحة الإنسان عموماً والأطفال خصوصاً، فتؤدي إلى أمراض خطيرة ومعدية”

 

وتابع:” إنطلاقاً من توجهاتنا الروتارية والتي تلخص بعبارة: بناء مجتمع أفضل لإنسان أفضل، واستناداً للوقائع الحالية، كنا على يقين أننا سنأخذ موضوع المياه كأولوية بحتة. فوضعت الأندية الروتارية في لبنان جهودها على خط واحد موجه، عنوانه ، تأمين مياه نظيفة في المدارس الرسمية كافة، فالتربية والتعليم يتطلبان تأمين الإطار المناسب للتعلّم، ومياه الشرب النظيفة ضرورة ملحّة لسلامة الصحة وصحة الأجساد شرط أساسي لسلامة العقول”

وأكد أن السجينات والسجناء هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، فالسجن هو مكان للتأهيل والإصلاح. لذلك قررت لجنة المياه للأندية الروتارية في لبنان، وانطلاقاً من حرصها على تلقي جميع أفراد المجتمع حقوقهم الإنسانية، التي تسمح لهم العيش بكرامة أن تنفذ مشروع تنقية المياه وترميم سجن بعبدا للنساء.

وختم:”من هنا نعلن أننا قررنا تنفيذ هذا المشروع في كلّ سجون لبنان للنساء والرجال، فهذا المشروع الذي نفتخر به كلبنانيين بدرجة أولى وكروتاريين بدرجة ثانية، نكرّس من خلاله حقاً من حقوق الإنسان، ألا وهو الحق بالماء”

 

ثم ألقى العقيد جهاد الأسمر كلمة قال فيها: ” نطمح جميعنا إلى أن يسود الأمن في ربوع البلاد قاطبة، وهدفنا الأول والاخير هو أن ينخفض معدّل الجريمة إلى مستوى الصفر وتفرغ السجون، ولكن العامل الحاسم لدينا بالنسبة إلى عملنا بإزاء واقع السجون، هو القانون والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان.”

وأضاف: ” نسعى بما أمكن، إلى تحسين وضعية السجون عموماً، وفي الاخص سجن بعبدا للنساء، فالمشاكل التي ترتبط بهذا السجن أكثرها لوجستية، وهذا واقع الحال، ولا علاقة لذلك بأسلوب التعاطي مع سجيناته واحترام حقوقهن واستبعاد كل انتهاك يطالهن”

وأكد أن قوى الامن، هي الاداة المشروعة لضبط الامن والنظام في داخل السجون، وهي المشرفة على تحقيق مفهوم الإصلاح الاجتماعي، وتصويب الانحراف وليس العزل والانتقام.

 

وختم:” نثمّن عالياً كل من يمدّ يد العون ويقف إلى جانبنا موقف الداعم والمساند، فما يجعلنا كلنا هو أن يثمر عملنا وجهدنا في جعل مجتمعنا أكثر أماناً حتى من الناحية النفسية، ووطناً يليق بكونه بلداً راقياً متحضراً للجميع”

 

وفي ختام اللقاء شرب الحاضرون من المياه النقية والمكررة وقاموا بجولة في أرجاد السجن.