كلودين عون خلال لقاء مع مديرات ومدراء عامين ومسؤولين/ات في الوزارات والإدارات الرسمية حول دور الوزارة/الإدارة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان (2022 – 2030) وتنفيذ خطة عملها الأولى (2024-2026):
“جميعنا يدرك أن الوصول إلى النتائج التي نبتغيها من خلال الاستراتيجية الوطنية للمرأة وخطة عملها الأولى، تتطلب منّا أولاً التزاماً صادقاً وعملاً جدّياً للسير على طريق تحقيق الأهداف.”

 

عقدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لقاءً مع مديرات ومدراء عامين ومسؤولين/ات في الوزارات والإدارات الرسمية بغية تحديد دور الوزارة/الإدارة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان (2022 – 2030) وتنفيذ خطة عملها الأولى (2024-2026).

حضر اللقاء السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والسيدة غيدا عيناني مؤسِّسة ومديرة منظمة أبعاد وممثلات وممثلو البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم الأردن ولبنان.

يأتي هذا اللقاء ضمن المشروع المشترك بين الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ومنظمة أبعاد المدعوم من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم الأردن ولبنان (RDPP III) وهو مبادرة أوروبية مشتركة بدعم من النمسا، جمهورية التشيك، الدنمارك، الإتحاد الأوروبي، ايرلندا، هولندا وسويسرا.

افتتحت السيدة عون اللقاء بكلمة قالت فيها: “نلتقي اليوم مجددا للتباحث معا في عملنا المشترك الرامي إلى النهوض بمجتمعنا عبر تعزيز وضع المرأة فيه، ودورها في تنميته. لكن هذه المرة، ننطلق في عملنا من استراتيجية ومن خطة عمل سبق للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أن صاغتهما بمشاركة الوزارات والإدارات الرسمية، وسائر المعنيين بقضايا المرأة  من المجتمع المدني. من هنا، سوف يكون التركيز اليوم على الخطوات العملية التي من شأنها أن تساعدنا على تحقيق التقدم المنشود، والتي من الممكن أن نعتمدها في الوقت الحاضر.  فكلنا ندرك الصعوبات المالية والإدارية التي تعيق اليوم أي عمل إنمائي، وكلنا نعيش في حالة قلق مستمر على مصيرنا في ظل الحرب التي تطال بلدنا، والأزمة الإقتصادية التي تهدد معيشتنا، والاضطراب السياسي الذي يزعزع مؤسساتنا. في هذه الظروف، قد يرى البعض أننا نشابه في مثابرتنا، على عقد اللقاءات ووضع الاستراتيجيات ورسم الخطط، “من يحرث البحر” وأن لا جدوى من كل ما نقوم به.”

وأضافت: “تجاه هذا الموقف المشكك والمتشائم، نذكر بالصعوبات التي تخطيناها في الماضي، ونؤكد أن خشبة الخلاص لبلدنا، لن تكون إلا من صنع أيدينا. من هنا استمرارنا في العمل، وإصرارنا على التشارك مع جميع المعنيين في تنفيذ المبادرات التي توافقنا على اعتمادها. فهذه المبادرات التي تضمنتها خطة عمل الاستراتيجية للأعوام 2024-2026، تحددت في 21 جلسة نقاش ضمت مشاركات ومشاركين من القطاع العام والمجتمع المدني والنقابات والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية والمنظمات الدولية. وهذه المبادرات تندرج ضمن 15 نتيجة متوقعة تصب في السعي إلى تحقيق الأهداف المحددة في الاستراتيجية، والمتفرعة عن الأهداف الخمسة التي تضمنتها، والتي تتلخص بالعمل على مكافحة العنف ضد النساء والفتيات، وتنمية قدراتهن ودعم ريادتهن في كافة المجالات وجعل التشريعات، والممارسة الإدارية والثقافة السائدة مؤاتية لتعزيز أوضاع المرأة.”

وتابعت: “وهذه الأهداف نفسها، كانت قد تبلورت من خلال نقاشات قطاعية سبقت وضع الإستراتيجية، وشارك فيها 150 وزارة ومؤسسة ومنظمة من القطاعات الحكومية والرسمية والأهلية والخاصة ومنظمات المجتمع الدولي. من هذه النقاشات تجلت الرؤية التي كانت وراء صياغة أهداف الاستراتيجية للعام 2030 ، وهي “أن تقوم النساء في لبنان بأدوار قيادية في المجالات كافة، وهن يتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات في دولة يسودها القانون وتصان فيها حقوق الإنسان”. ونحن في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، متمسكات ومتمسكون بالعمل، بالروحية التي تنم عنها هذه الرؤية للمرأة في لبنان. فنحن مدركات ومدركون أن التقدم في أوضاع المرأة يتلازم مع ترسخ العمل بحقوق الإنسان في التشريع، وفي الممارسة، ومع حماية الدولة لهذه الحقوق. من هنا إصرارنا على الاستمرار في العمل بمبادئ المساواة التي نص عليها دستورنا، على الرغم من المصاعب كافة ، ونحن على يقين، أيتها السيدات وأيها السادة، أنكم تشاطروننا هذا الموقف. فجميعنا يدرك أن الوصول إلى النتائج التي نبتغيها من خلال الاستراتيجية الوطنية للمرأة وخطة عملها الأولى، تتطلب منا أولا التزاما صادقاً وعملاً جدياً للسير على طريق تحقيق الأهداف. وأملي كبير في أن يتيح لنا هذا اللقاء اليوم التقدم بخطوات جديدة على هذا الطريق، وأن نتوصل معا إلى توضيح الصورة لكل وزارة وإدارة، بالنسبة إلى الأدوار المنتظر أن تقوم بها تطبيقا للإستراتيجية وخطة العمل.”

‏وختمت: “أخيرا أعرب عن شكري لمنظمة أبعاد ومؤسستها ومديرتها السيدة غيدا عناني، لمشاركتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في تنظيم هذا اللقاء، الذي يتم بدعم من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم الأردن ولبنان.  كما أشكر مشاركتكم وأتمنى كل النجاح لهذا اللقاء ولأعمالنا المشتركة المقبلة.”

بعدها ألقت السيدة عيناني كلمة أبرز ما جاء فيها: “في هذه الأزمة، اليوم، مؤسسات المجتمع المدني الأهلي غير قادرة وحدها على تحقيق أهدافها ورؤى النهضة بالوطن دون كوادر الدولة وكافة مؤسّساتها. نحنا بحاجة إلى تضافُر الجهود وتكاملية الموارد اليوم أكثر من أي يوم. بمواردنا القليلة يمكننا تحقيق الكثير وإحداث تغيير بنيوي مستدام والمحافظة أقله على مكتسبات ما قبل الأزمة”

وخلال اللقاء، تمّ استعراض فيديو ملخّص عن الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان (2022 – 2030).

ثمّ قدّمت السيدة ريتا راشد سلامة منسقة تطوير المشاريع في الهيئة الوطنية عرضاً حول الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان وخطة عملها الأولى (2024-2026).

بعدها تمّ استعراض التدخلات المقترحة الخاصة بكلّ وزارة، وتمّت مراجعة النشاطات المعتمدة من جانب كلّ منها لغاية نهاية العام 2024.