كلودين عون خلال ورشة عمل في “بيت المحامي” حول إدماج مبدأ المساواة بين الجنسين في السياسات والأنظمة الداخلية للمؤسسات في القطاعين العام والخاص:
“إننا على يقين أن مساهمتكم كمحاميات ومحامين حريصات وحريصين على تطبيق القوانين بحرفيتها وبروحيتها، سوف تكون فعالة في تطوير نهج التعامل داخل المؤسسات الإقتصادية وفي إدماج مبادئ المساواة بين الجنسين في قواعد العمل داخل هذه المؤسسات.”
نظّمت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بالشراكة مع نقابة المحامين في بيروت وبدعم من مجموعة البنك الدولي في إطار برنامج تمكين المرأة في المشرق (MGF) ورشة عمل للمحامين/ات المتدرجين/ات في “بيت المحامي”، حول إدماج مبدأ المساواة بين الجنسين في السياسات والأنظمة الداخلية للمؤسسات في القطاعين العام والخاص.
شارك في الّلقاء السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ونقيب المحامين في بيروت الأستاذ فادي المصري، الأستاذة مايا زغريني عضو مجلس النقابة وعضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية، الأستاذة غادة جنبلاط عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية، والسيدة أنجيلا الزير خبيرة في مجال سوق العمل في البنك الدولي، والمحامية الدكتورة ريا جبور مستشارة قانونية في البنك الدولي بالإضافة إلى عضوات وأعضاء من مجلس نقابة المحامين في بيروت، ولجنة المرأة في النقابة ومحامين ومحاميات متدرجين من النقابة.
افتتح النقيب المصري اللقاء بكلمة قال فيها: “في ظل غياب رئيس الجمهورية والفراغ السياسي والشلل الحكومي، أصبح لجميع هيئات المجتمع المدني ولنقابة المحامين في بيروت تحديداً دور أساسي. وللأنشطة التي تقوم بها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة السيدة كلودين عون، أهمية كبيرة فهي تخدم ليس فقط النساء بل كل مواطن ومواطنة.”
وأضاف: “إن تطبيق المساواة يبدأ على صعيد الانسان أولاً، ثمّ على صعيد لبنان ثانياً، وهذه هي الرسالة التي نسعى جميعًا لتحقيقها معًا. في فترة ولايتي في النقابة، سوف اسعى لتطبيق قانون ذوي الاحتياجات الخاصة ومن تعميم مفهوم المساواة بين الجنسين، والتعاون مع الهيئة الوطنية لإجراء تقييم جندري شامل لمدى اعتماد نقابة المحامين على مبادئ المساواة في هيكليتها ونشاطاتها.”
وختم: “نحن ملتزمون بتعزيز مبدأ المساواة واحترام شرعة حقوق الإنسان التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من دستورنا ومنفتحون للتعاون من أجل إعادة النظر في أنظمتنا الداخلية وتطويرها لتحاكي هذه الاهداف والتطلعات.”
بعدها ألقت السيدة عون اللقاء بكلمة جاء فيها: “بات من الثابت عالمياً أن العمل اللائق هو من الشروط الضرورية لتحقيق التنمية، وهو متلازم مع النمو الإقتصادي، ويمثل معه واحداً من الأهداف ال 17 في أجندة التنمية المستدامة للعام 2030 التي يسعى العالم إلى تحقيقها، وتتطلع دول العالم إلى التوصل إليها للنهوض بشعوبها. والعمل اللائق هو الذي تتأمن في إطاره الحقوق الأساسية للفرد كإنسان، وهو الذي يضمن حقوق العاملين مع مراعاة الإنصاف والسلامة الجسدية والمعنوية. تتكفل القوانين عادة، وبالأخص قوانين العمل وقوانين الحماية الإجتماعية، في تحديد واجبات وحقوق العاملين وأرباب العمل. وقد تطورت هذه القوانين مع مشاركة النساء في القوى العاملة، وتم إقرار تدابير خاصة في معظم دول العالم بحماية الأمومة لإتاحة العمل أمام الأمهات، بإقرار إجازة الأمومة. لكن مع تأكيدها على الواجبات المترتبة وعلى الحقوق العائدة إلى العمال والعاملات وإلى أرباب العمل، تترك قوانين العمل عادة، إلى المؤسسات نفسها تحديد سبل تطبيق قواعد الإنصاف وتأمين بيئة عمل توفر ضمنها شروط الحفاظ على الكرامة والسلامة.”
وتابعت: “لذا في المادة 66 من قانون العمل اللبناني “على كل رب عمل يستخدم 15 أجيراً فأكثر، أن يضع نظاما للأجراء ولتنظيم العمل في مؤسسته” وفرض القانون أن يكون هذا النظام مقترنا بمصادقة وزير العمل. من هنا أهمية المهام التي تتولونها تجاه المؤسسات الإقتصادية في إسداء المشورة في وضع أنظمة داخلية لهذه المؤسسات، تتضمن أنظمة خاصة بالموارد البشرية. ويندرج هذا العمل الإستشاري الذي تقومون به ضمن “برنامج تمكين المرأة في المشرق” الذي تنفذه الحكومة اللبنانية، المدعوم من البنك الدولي والممول من الحكومة الكندية والحكومة النرويجية، لدعم مشاركة النساء في الحياة الإقتصادية، علما أن إحدى ركائز هذا البرنامج هي تدعيم عوامل إيجاد بيئة مؤاتية لعمل النساء.”
وأضافت: “تعير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية التي تهدف إلى تعزيز أوضاع المرأة في المجتمع، اهتماما كبيرا لتطوير شروط الإنصاف والسلامة في العمل للنساء تحقيقا للمساواة بين الجنسين وللإستقلالية الإقتصادية للنساء. وقد سبق للهيئة أن أعدت بالشراكة مع شركائها في المجتمع المدني، إقتراح تعديلي لقانون العمل يفرض التساوي في الأجور بين الجنسين، ويمدد إجازة الأمومة إلى 15 أسبوعا، ويستحدث إجازة أبوة للأجير الذي يرزق بمولود، وإجازة والدية يستفيد منها الوالد والوالدة لضرورات رعاية صغار الأطفال.”
وأشارت السيدة عون إلى أن: “بعد صدور قانون تجريم التحرش الجنسي في كانون الأول في العام 2020، نشطت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة مع شركائها لإعداد السياسات التي تمكن المؤسسات الإقتصادية من ضمان تطبيقه في إطار العمل، وهي اليوم تتعاون مع نقابة المحامين في تنظيم ورشة العمل هذه، لإستعراض هذه السياسات وسبل إدماجها في الأنظمة الداخلية للشركات بالإضافة إلى إجراءات أخرى تراعي احترام حقوق المرأة وضمان توفير حاجاتها. وتعمل الهيئة عبر هذه الورشة على وضع خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان موضع التنفيذ، توخيا لحماية النساء من التعرض للعنف وصون كرامتهن في إطار العمل.”
وختمت: “إننا على يقين أن مساهمتكم كمحاميات ومحامين حريصات وحريصين على تطبيق القوانين بحرفيتها وبروحيتها، سوف تكون فعالة في تطوير نهج التعامل داخل المؤسسات الإقتصادية وفي إدماج مبادئ المساواة بين الجنسين في قواعد العمل داخل هذه المؤسسات. أتوجه بالشكر إلى مجموعة البنك الدولي لمشاركة الهيئة الوطنية في تنظيم ورشة العمل هذه، وأعرب عن امتناني لتعاون نقابة المحامين في بيروت والنقيب فادي المصري لإقامتها، أشكر مشاركتكم وأتمنى لنا ولكم جلسة عمل موفقة.”
وتطرّقت الأستاذة جنبلاط خلال العرض إلى الإطار القانوني الدولي، والوطني للمساواة بين الجنسين ولماذا على المحامي السعي لإدماج مبدأ المساواة بين الجنسين، في السياسة وفي النظام الداخلي للمؤسسة ومتى يفرض قانون العمل اللبناني على المؤسسات في القطاع الخاص أن تضع نظاماً للأجراء. كما تناول العرض تأثير إدماج مبدأ المساواة في السياسة وفي النظام الداخلي للمؤسسة، والجوانب التي يجب أن تتضمنها السياسة لتحقيق المساواة بين الجنسين، إضافةَ إلى التدابير التي يجب أن تنص عليها السياسة لضمان تحقيق المساواة ونموذج عن صياغة لبعض العناصر المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وعن الخطوط العريضة لمضمون سياسة للوقاية والاستجابة ومعاقبة التحرش الجنسي.
واختتم اللقاء بنقاش بين المشاركات والمشاركين.