كلودين عون في جلسة نقاش حول المرأة والبيئة ودور البلديات في الوقاية من الحرائق، بمناسبة يوم الأرض من تنظيم الهيئة الوطنية لشؤون المرأة وجمعية التحريج في لبنان:

” الهيئات المحلية هي أولى المؤسسات التي ينبغي أن تدرك أهمية العمل لنشر العلم والمعرفة بشؤون البيئة وسبل الحفاظ عليها، وللمرأة دور مركزي في تحفيز سلوكيات اجتماعية صديقة للبيئة عبر العمل المجتمعي وفي الشأن العام كما داخل الأسرة”.

 

نظّمت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وجمعية التحريج في لبنان جلسة نقاش إفتراضية بعنوان “المرأة والبيئة، دور البلديات في الوقاية من الحرائق” وذلك بمناسبة يوم الأرض، بمشاركة السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والدكتورة مايا نعمة مديرة جمعية التحريج في لبنان والسيدة كاتي الشامي تيان رئيسة لجنة البيئة في الهيئة الوطنية ورؤساء بلديات وعضوات وأعضاء  مجالس بلدية ونساء ناشطات في الشأن العام من مختلف المناطق اللبنانية، وأعضاء الهيئة الوطنية وفريق عمل جمعية التحريج في لبنان.

وألقت السيدة عون كلمة افتتاحية في الجلسة قالت فيها : “نلتقي اليوم بواسطة المنصات الالكترونية تفادياً لانتقال وباء كوفيد – 19 في ما بيننا. الأمر يدفعنا إلى التفكير بما آلت إليه الأوضاع الصحية في العالم. فمن جراء انتشار الوباء، بات كل واحد منا يدرك حقيقة أن الأرض واحدة وان الحدود التي رسمها البشر على الخرائط لا تحول دون انتشار تلوث الهواء او المحيطات، ولا تمنع الأوبئة من الانتشار، ولا تقف في وجه التغيير المناخي. هذه حقيقة لم يكن العالم مدركاً لها قبل بضعة عقود من الزمن.  ففي حقبة الثورة الصناعية التي تمثلت بانتشار الصناعات الثقيلة والاستهلاك المفرط للطاقة والثورة في وسائل النقل، غاب عن علماء الاقتصاد، أن لثروات الأرض حدوداً، وان الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية يجعلها تنضب، وان التلوث الذي يصيب الهواء والمياه، يدفع ثمنه البشر بتردي ظروف معيشتهم وصحتهم. ولم تبدأ الصحوة سوى في سبعينات القرن الماضي وكان احياء يوم مخصص للأرض أحد معالمها.”

وتابعت:” يسعدني أن نحيي معاً هذا اليوم، من خلال جلسة نقاش نتناول فيها موضوع المرأة والبيئة ودور البلديات في الوقاية من الحرائق. في اليوم العالمي للأرض، نستعيد المأساة التي مر بها لبنان في خريف العام 2019 عندما اندلعت في أحراجه الحرائق وأسفرت عن خسائر فادحة في الثروة الحرجية والممتلكات وتسببت في مقتل أحد الأبطال الذين أسرعوا للنجدة ولإطفاء النيران. من هنا، لا بدّ لنا أن نستدرك المخاطر. فأسباب الحرائق الحرجية معروفة، وأولها الجهل والاهمال. وكذلك معروفة هي وسائل الوقاية من اندلاعها. فتنظيف الأحراج وشق الطرق التي تتيح الوصول إلى مصادر النيران هي بعضها. لكن اقتصار العلم والعمل في موضوع اخماد الحرائق على الإختصاصيين أو على مجموعات حماية البيئة لا يكفي.  فموضوع مكافحة الحرائق الحرجية هو موضوع يعني المواطنات والمواطنين. فالنساء في الأرياف كما في المدن هن أكثر تأثراً أحياناً من الرجال، بالمخاطر الصحية الناتجة عن تردي المعطيات البيئية، من تلوث الهواء والمياه والتربة وتسرب المياه الآسنة وسوء استخدام المبيدات ومعالجة النفايات وغيرها من مخاطر وليس أقلها الاحتباس الحراري وتغيير المناخ. كل واحد منا نساءً ورجالاً مسؤول عن حماية البيئة والحفاظ على نظافتها وعلى جودة مكوناتها. فالأمر يتعلق بصحتنا وصحة أولادنا، والهيئات المحلية هي أولى المؤسسات التي ينبغي أن تدرك أهمية العمل لنشر العلم والمعرفة بشؤون البيئة وسبل الحفاظ عليها. كما على هذه الهيئات تشجيع المبادرات التي ترمي إلى صيانة تراثنا البيئي والمساهمة في تخطي التحديات التي تعيق التوصل إلى حل للصعوبات.”

وأضافت:” قبل عشر سنوات، أدرجت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان التي تبنتها الحكومة حينذاك، هدف تعزيز مساهمة المرأة في حماية البيئة. فللمرأة دور مركزي في تحفيز سلوكيات اجتماعية صديقة للبيئة عبر العمل المجتمعي وفي الشأن العام كما داخل الأسرة، ودورها في تربية الأجيال على الممارسات الصالحة يتخطى الأسرة إلى المدرسة حيث تمثل النساء أغلبية الجسم التعليمي في المدارس.”

وختمت:” اليوم مع زيادة حضور النساء في العمل البلدي، الذي نأمل أن يكون أوسع بعد الانتخابات البلدية المقبلة، نعوّل كثيراً على المبادرات التي سوف تتّخذونها أنتنّ السيدات في البلديّات. ومن أهداف هذه المبادرات، رفع مستوى الوعي لدى المواطنات والمواطنين بالقضايا البيئية، واعتماد برامج ونشاطات محليّة ترمي إلى توفير بيئةٍ سليمة والمحافظة عليها. ومجال الوقاية من الحرائق الحرجيّة هو من أبرز مجالات المحافظة على البيئة.

أشكر جمعية التحريج في لبنان على الجهود التي تبذلها في هذا السبيل وأشكر لكنّ ولكم مشاركتكم في هذا اللقاء.”

بعدها قدّمت السيدة الشامي تيان عرضاً مفصلاً تمحور حول، الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ومهامها، الاستراتيجية التي تعنى بالمرأة والبيئة، أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالمرأة والبيئة، أبرز نشاطات الهيئة في مجال البيئة على الصعيد الدولي، التعاون القائم بين الهيئة وبين وزارة البيئة، عمل البلديات في مجال البيئة ودور المرأة فيها، النوع الاجتماعي والمناخ، الهيئة الوطنية والقوانين المتعلقة بالبيئة، أبرز نشاطات الهيئة البيئية على الصعيد الوطنية، وأبرز الحملات التوعوية التي قامت بها الهيئة في هذا الإطار.

وبعد أن قدّمت د. نعمة لمحة سريعة حول ميادين عمل جمعية التحريج في لبنان، عرض السيد جوزف بشارة المسؤول عن قسم إدارة حرائق الغابات في جمعية التحريج في لبنان  الإجراءات التي ينبغي على البلدية اتخاذها لتجنّب اندلاع الحرائق والحدّ من أضرارها، أما السيدة ميراي جازي مسؤولة الرصد والتقييم في جمعية التحريج في لبنان فتطرقت إلى دور المرأة في البيئة وأهمية إشراك النساء في مجال المحافظة على البيئة.

واختتم اللقاء بنقاش تبادل خلاله المشاركات والمشاركون الأفكار والخبرات والأسئلة كما تطرقوا إلى التحديات التي تواجه النساء كما البلديات في هذا المجال.