كلودين عون روكز في حفل إطلاق مشروع  “دعم السياحة البيئية في جزين-عين مجدلين” :

“يشكّل هذا المشروع دليلاً على أهمية التكامل بين النساء والرجال لخير البلدة، وخير الوطن. وجزين، هذه المدينة الغنية بالسياحة الدينية والأماكن الأثرية والثروة الحرجية والصناعات الحرفية، تشكل نموذجاً راقياً عن هوية البلدات اللبنانية”.

 

20/09/2019برعاية وحضور السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، أطلقت بلدية جزين مشروع “دعم السياحة البيئية في جزين-عين مجدلين”  الذي قامت بتنفيذه السيدات في البلدية، بحضور رئيس إتحاد بلديات منطقة جزين ورئيس بلدية جزين-عين مجدلين السيد خليل حرفوش، السيدة صوفيا بالمس مديرة حافظة البرامج في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ وفعاليات وأهالي المنطقة.

ويأتي هذا المشروع ضمن إطار برنامج: “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني في لبنان”، المنفذ من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والمموّل من الحكومة الألمانية، ضمن البرنامج الإقليمي: تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط LEAD.

ويختتم هذا الحفل، التدريبات حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي وأساليب القيادة والتغيير ومفهوم النوع الاجتماعي، التي قامت بها السيدات والرجال في جزين، واختاروا تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لتلبية الاحتياجات المحلية، وليدعموا السياحة البيئية في بلدتهم، من خلال وضع “كيوسك” على مدخل غابة الأرز في عين مجدلين كمحطة استراحة لاستقبال الرياضيين، وهو مكان سيخصص أيضاً لسيدات جزّين ليعرضن فيه منتوجاتهن الجزّينية، كما سيشكل نقطة تلاقي لشابات وشباب المنطقة حول حلقات حوارية توعوية.

استهل برنامج الحفل بزيارة كنيسة عين مجدلين القديمة، وبعد استراحة عند مدخل غابة الأرز حيث وضع ال “كيوسك”،  ألقى السيد خليل حرفوش رئيس البلدية كلمة قال فيها:” قمنا بزراعة 40000 شجرة في عين مجدلين، ضمن مشروع تشجيع السياحة البيئية وتشجيع الشباب الجزّيني على حماية البيئة، ونشر الأخلاق البيئية.”

وتابع:” طبيعة لبنان خلابة، لكننا نحن من دمّرنا بلدنا بيئياً، وحان الوقت اليوم لنحافظ على جبالنا، ولنفتخر جميعاً بتاريخ وحضارة وطننا”

وختم: “أحيي أهالي عيد مجدلين، الذين قدّموا الشهداء لهذا الوطن، وبقوا راسخين في أرضهم”.

بعدها كانت كلمة شبيبة عين مجدلين، ألقتها السيدة ميراي الحلو، قالت فيها:” لم يخطر ببالي يوماً، أن أقف على أعلى قمة في منطقة جزين، في المنطقة الأحب على قلبي، في قريتي عين مجدلين، لأتكلم عن مشروع بدأ التحضير له من سنة تقريباً. ولم أتخيّل أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ستتبنى مشروع في بلدة نائية في جنوب لبنان وستكون البداية لوضع هذه البلدة على الخارطة السياحية في لبنان”

وتوجهت إلى شابات قريتها فقالت: “اكسروا التقاليد  وتخطوا الحواجز ولنتمسك بكل حبة من تراب عين مجدلين، ولنحيا كما أهالينا الذين عشقوا كل زاوية من زواياها، ومعاً سنعمل للأفضل.”

وبعد كلمة السيدة بالمس من GIZ، ألقت السيدة عون روكز كلمة، قالت فيها: ” من جزّين اليوم، هذه المدينة العزيزة على قلبي، الغنية بالسياحة الدينية والأماكن الأثرية والفنّ المعماري والثروة الحرجية والصناعات الحرفية، ومن خلالكم أنتم الحاضرون، سأتوجه لسيدات ورجال لبنان بنداء صادق وصريح، نابع من شعورنا بالمسؤولية تجاه مجتمعنا ووطننا، لكي نبني وطناً آمناً ومزدهراً ومتوازناً.

أعتقد إننا مقتنعون، إنه لا يمكن بناء مجتمع سليم، ولا يمكن للمجتمع أن يحقق التنمية الشاملة، إذا لم يكن للمرأة دور بشكل متساوٍ مع الرجل في الأعمال المهنية والإدارية والاقتصادية، وفي اتخاذ القرارات السياسية المحلية والوطنية. ”

وتابعت:” من هذا المنطلق أدعو: المراهقات، “تعلّمن وانجحن وعزّزن خبراتكن في الحياة. احلمن واسعين لتحقيق أحلامكن، اخترن المهن التي تحبنها، ولا تدعن أحداً أن يعلّبكن في صورة نمطية لا تشبهكن”.

النساء العاملات، الممرضات، والمهندسات والإداريات والمحاميات، والطبيبات والمرشدات الاجتماعيات والمعلمات والقضاة…”إن مشاركتكن في القوى العاملة، هي أساسية لبناء اقتصاد قوي ومستدام. طالبن بأجور متساوية مع الرجال للوظائف نفسها، ثابرن لتصلن للمراكز الأولى في الشركات والمؤسسات، لإنكن لا تقلّين كفاءة عن الرجال. ترشحن للمناصب العليا في النقابات.”

وتابعت:” النساء الأمهات “أنتن تشاركن ببناء جيل المستقبل، الجيل الذي سيستلم إدارة البلاد، لا تفرّقن بين “البنت والصبي”. ربّين أولادكن على مبدأ المساواة بين كلّ الناس، مهما كان عرقهم أو دينهم أو جنسهم أو وضعهم الاجتماعي أو الصحي أو النفسي. إن دوركن أساسي في تربية جيل يحافظ على البيئة، ويحترم مبدأ النظافة العامة ويطبّق القوانين”

وللآباء ” تتوجب عليكم المسؤولية ذاتها في التربية، لأن دوركم في العائلة لا يعوّضه شي ولا أحد” .

وهنا أذكّر بالمبادرة التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لإنشاء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار” في بيروت والتي صوّت عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالأكثرية الساحقة، ومن أهدافها نشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب، وكلّ واحد منّا، أمهات وآباء يجب أن نزرع روح التلاقي والحوار في أولادنا من خلال تربيتهم على أسس إنسانية سليمة.

النساء العاملات والأمهات في الوقت نفسه، “لا تتركن سوق العمل وحاولن تخطّي كل التحديات لتبقين في عملكنّ، لأن الاستقلالية المادية للمرأة تحصّنها وتشكل توازناً

اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً داخل العائلة.” وللرجال العاملين والآباء بالوقت نفسه، “تشاركوا الأدوار مع زوجاتكم للاهتمام بالعائلة، وساعدوهن ليستطعن أن يوفّقن بين دورهن كأمهات وبين حياتهن المهنية. فالمسؤولية مشتركة والتعاون ضروري”.

وتوجهت لكل هذه الفئات من السيدات وقالت: “من منكن تملكن الطاقات والقدرات وترغبن أن تستثمرنها في مجال الخدمة بالشأن العام، أدعوكن أن تترشحن للإنتخابات البلدية المقبلة، لأن بلداتنا بحاجة لكي تكون نظيفة ومضاءة ومنظمة ومزروعة بالزهور والشجر. كما أدعوكن أن  تترشحن للمراكز الأولى في النقابات والأحزاب والجمعيات، كما للإنتخابات النيابية. إن طاقاتكن تكّمل قدرات الرجال، وتساعده لبناء مجتمع متوازن على كلّ المستويات”.

وتابعت:” أما نساء جزّين، عين مجدلين، (ماري رزق، تيريز خوري كرم، ريتا عزار، وديعة عون، جويس عطية، ميتا حرفوش، كريستين الحلو، نغم مكّي، جانيت أسمر، ميرنا قرداحي، فريدة قطار، ماريا كايلا، ماري-جو صافي، ميراي الحلو، جيسي حلو) إنتن شاركتن إلى جانب زملائكن الرجال، بالتدريبات حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي، وأساليب القيادة والتغيير ومفهوم النوع الاجتماعي، ضمن برنامج “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني” التي تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بتنفيذه مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

واخترتن تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لتلبية الاحتياجات المحلية، ، من خلال وضع “كيوسك” لدعم السياحة البيئية في منطقتكن، وليشكل مكان تلاقي لأهل المنطقة، وخصوصاً الصبايا والشباب منهم.

أنتم خير دليل على أهمية التكامل بين النساء والرجال لخير البلدة، وبالتالي خير المنطقة والوطن.

من هنا نطالب في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بتضمين القانون الإنتخابي، النيابي والبلدي، كوتا نسائية، تضمن مشاركة أكبر للنساء بصنع القرار السياسي والإنمائي والإقتصادي.”

وختمت:” أحيّي رئيس البلدية السيد خليل حرفوش، إن شهادتي لمجروحة بانتمائك الوطني الراسخ وبعملك الدؤوب للتنمية المحلية، كما أحيي السيدات والرجال في البلدية لاحترامكم أصول العمل في الشأن العام، وأشكر الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والحكومة الألمانية، الذين نتشارك معهم اليوم  في دعم السياحة البيئية بجزّين – عين مجدلين.

أختم بقول لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون:” جزّين مرّت بظروف صعبة وعانت من احتلالات عدة وبقي الجزينيون صامدين. أحب ان أرى جزين مزدهرة بأسرها، وأن يكون الجزينيون مجتمعين على الدوام”.

وفي ختام الزيارة، جال المشاركون في طبيعة عين مجدلين، المطلّة على منطقة البقاع وجبل الشيخ وسلسلة لبنان الشرقية.