برعاية وحضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز،

لقاء توعوي بعنوان ” أسوا أشكال عمل الأطفال” من تنظيم كلية الآداب والعلوم الإنسانية في  الجامعة اللبنانية في زحلة، بالتعاون مع جمعية “بيوند”. 25-10-2018

عون روكز: ” إن عمل الأطفال هو شكل من أشكال العنف المعنوي والجسدي الممارس عليهم، وتعديل القوانين المجحفة بحقّ النساء من شأنه أن ينصفهنّ ويحمي أطفالهنّ في الوقت عينه”.

 

برعاية وحضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، السيدة كلودين عون روكز، نظّم قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الفرع الرابع ، بالتعاون مع جمعية “بيوند”، لقاءً توعوياً حول موضوع ” أسوأ أشكال عمل الأطفال” في كلية الآداب في زحلة.

 

حضر اللقاء النائب سليم عون، ممثل المدير العامل لوزارة العمل السيد جورج إيدا رئيس دائرة العمل في البقاع السيد خضر الرفاعي ​ ، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور أحمد رباح، رئيس مجلس إدارة جمعية بيوند السيد جو عواد، رئيس مكتب مخابرات زحلة العقيد جوزف غضبان ، رئيس دائرة الامن العام الأولى في البقاع العقيد بشارة ابو حمد، قائد مديرية البقاع الإقليمية في ​أمن الدولة​ العقيد بشارة الحداد، مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتورة مريم يارد، ممثلة النائب ميشال ضاهر السيدة مارلين ضاهر، ورؤساء إتحادات بلديات ورؤساء بلديات ورؤساء جمعيات ورؤساء ومديري جامعات وفاعليات سياسية واقتصادية وأمنية وأكاديمية.

 

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لمديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتورة مريم يارد، قالت فيها:”يهدف لقاؤنا اليوم الى تسليط الضوء على أزمةٍ خطيرة تلحق بأجيالنا وبمستقبلنا، نظراً لرؤيتنا التي تجد في الأجيال الآتية سبيلاً للخلاص من الواقع الأليم، فكيف يكون السبيل إذا كان هذا الجيل غارقاً في الحرمانِ؟ حرمان الحقّ في التعليم والحرية والخيار، والحق في الفرح”

ونوهت برعايةِ السيّدة عون روكز لهذا اللقاء وشكرت جمعية بيوند على المجهود الإنساني والإجتماعي الذي تقوم به لتحسين الحياة داخل مجتمعنا الصغير بحجمه الكبير بما يحمِله من أزماتٍ ومشكلات.

ثم ألقى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور أحمد رباح كلمة، قال فيها:” يتزايد في لبنان سنويًّا عدد الأطفال العاملين فيه ممن تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وأربع عشرة سنة، والأسباب ليست غافلة على أحد، فالفقر وتدني المستويين المعيشي والثّقافي، وتدنّي الوعي عند الأهل، والتسرّب المدرسيّ، من جهة، وعدم تطبيق قوانين حظر عمل الأطفال وتطبيق الاتّفاقيات الدّوليّة الخاصةِ بحقوقهِم، وضعف التّنسيق بين الجهات المعنية بشكل كافٍ، من جهة أخرى، كلّها عوامل تتضافر ضدَّ الطّفل، وتسهم في استمرار المشهد المؤلم، وتجعل عمله واقعًا مرًّا، تتفاقم مفاعيله السّلبيّة باستمرار، في مجتمعٍ لا يكاد يقدّم لهم أي عناية صحيّة أو متابعة اجتماعيّة”

وأضاف:” وما لقاؤنا التوعويّ اليوم إلا دليل على معرفتنا أنَّ التعاون على التصدي لهذه الظاهرة هو مسؤولية وطنيّة، تفترض التعاون على البحث عن حلولٍ للقضاء عليها، تشارك فيها الجامعات والجمعيّات والوزارات المختصّة بالإضافة إلى المنظّمات المحليّة والدوليّة، ضمن رؤيةٍ واضحةٍ تقود إلى وضع خطط تنفيذيّة متكاملة، تعالج الأسباب والنتائج، على شكلِ برامج تحمي وتدعم وتؤمن بيئةً حاضنة لهؤلاء، وتتّخذ بعدًا وقائيًّا وداعمًا للأطفال من اللّبنانيين وغيرهم، على كل الصعد.”

وتابع:” من هنا، نرفع الصّوت من منبر الجامعة اللبنانيّة لنكرّر أنَّ الدور المطلوب من الدولة اللّبنانية كبير جدًا خاصةً لجهة تأمين الدّعم لجمعيات الحماية الاجتماعية ومراكزها.”

وختم:” الأطفال طاقة بشريّة ضخمة إذا ما وجدت طرق عمليّة لتوظيفها في مكانها الصّحيح لهجرت المجتمعات المتخلفة تخلّفها، ولغادر البؤس منازلها.”

بعدها كانت كلمة المدير العام لوزارة العمل السيد جورج إيدا، ألقاها رئيس دائرة العمل في البقاع السيد خضر الرفاعي، قال فيها:” عام 2012 أعدت وزارة العمل الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بالتعاون وبدعم تقني ومادي من منظمة العمل الدولية، ومشاركة العمال وأصحاب العمل عبر ممثليهم بالإضافة إلى ممثلين عن وزارات ومؤسسات المجتمع المدني، كما تمّ الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر عدد من الأطفال العاملين وأولياء أمورهم”

وأضاف:” إن المحاور الاستراتيجية التي اعتبر تنفيذها مجتمعة يفضي إلى القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال هي التشريع وتطبيق القانون والتعليم الإلزامي المجاني والإدماج في نظام التعليم وإتاحة الفرص الاقتصادية للأهل والشباب في سنّ العمل وتنمية القدرات والوقاية وإعادة التأهيل…”.

أما رئيسة قسم علم النفس في الكلية الدكتورة صونيا شمعون فشددت في كلمتها على أهمية هذه الإلتفاتة التشجيعية للطلاب المتدربين الذين اختاروا مهنة النفساني التي تقارب وجع الطفل وخوف المراهق ودمعة الأم وضعف الأب والضياع الذي يفرضه التشرذم العائلي، محاولين مداواة النقص الذي فرضته عليهم الظروف القاسية.

وتابعت:” طلّابنا في قسم علم النفس اختاروا المهنة الأقرب الى معاناة الإنسان، ليهتموا بأطفال حرموا من براءة الطفولة وألقي بهم على قارعة الطريق “مقهورين” في أجساد أطفال، حيث مراحل النمو النفسيّ في مهبّ الرياح. فأين المرحلة الأوديبية الشهيرة المؤسسة لشخصية الفرد السويّة ؟ وأين موضوع الحبّ والتماهيات بالأم والأب التي تحصل عادة في كنف الأسرة العادية؟ ألا تضيع في حالة عمالة الأطفال على الطرقات ومع أشخاص غرباء معرّضين للأذى النفسي والجسدي والتحرّش واكتساب سلوكيّات غير سويّة؟”

وأشادت بدور المؤسسات التي  تحمي الأطفال من مجهول الطرقات وتعيدهم الى حضن الحياة، الى حقّ انتزع منهم بطريقة ما، وشكرت راعية الحفل السيّدة كلودين عون روكز لتسليطها الضوء على أسوأ أنواع عمل الأطفال ولتقديرها لدور الأخصّائي النفسي في معالجة هذه القضايا الإنسانية.

 

ثمّ قدّم كورال فرقة أطفال جمعية “بيوند” مجموعة من الأغاني، منها من كلماتهم وألحانهم، ألقى بعدها رئيس مجلس إدارة جمعية بيوند السيد جو عواد كلمة وصف فيها عمل الأطفال بأنه صندوق أسود اجتماعي لدى المجتمعات الفقيرة يجب فتحه وتحليله وفهمه لكي تتم معالجته والحد من مخاطره.

وبعد أن عرض الأسباب الإجتماعية والتعليمية والإقتصادية لعمل الأطفال، قال :” إن جمعية بيوند تؤمن أن مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال إنما يتم عبر تضافر جهود كافة الفرقاء المعنيين من وزارات وسلطات محلية وفعاليات إجتماعية والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية والإعلام وخاصة الأطفال نفسهم. كما أن لنا ملئ الثقة بدور وزارة العمل التي وضعت الأسس السليمة لحل مشكلة أسوأ أشكال عمل الأطفال من خلال إنشاء وحدة مكافحة عمل الاطفال واللجنة الوطنية للحد من عمل الأطفال ووضع إستراتيجية وخطة عمل وطنية بالتعاون مع الأمم المتحدة.”

 

بعدها ألقت راعية الحفل، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، السيدة كلودين عون روكز كلمة شددت فيها على أهمية هذا اللقاء التوعوي في الجامعة اللبنانية في زحلة، بما تمثّله هذه الجامعة من رمزية ومرجعية أكاديمية على المستوى الوطني، وبما تمثّله زحلة على الصعيد التاريخي والسياسي والثقافي والاجتماعي.

واعتبرت أن عمالة الأطفال، تحرم الطّفل من حقوقه الأساسية وتقضي على أحلامه بالتّعلم والحصول على مستقبل أفضل، وتؤدي إلى خلل في عملية بناء مجتمع سليم وحضاريّ، كما يهدّد عمل الأطفال سلامتهم الجسدية والنفسية، وتطورهم الاجتماعيّ والأخلاقي والمعرفي.

وتابعت:”إنطلاقاً من مبدأ المساواة الذي ينصّ عليه الدستور اللبناني، تكمن رسالة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة الأساسية في إزالة كلّ أنواع التمييز ضدّ النساء، من خلال سعيها إلى تعديل كافة القوانين المجحفة بحقّهنّ، التي من شأنها عند تعديلها، أن تنصفهنّ وتحمي أطفالهنّ في الوقت عينه. فاستحداث قانون لمنع تزويج الأطفال الذي نتابعه عن كثب مع كافة الجهات المعنيّة، يحمي أطفالَنا من ظلم الممارسات الخاطئة الناتجة عن ظروف الفقر والجهل، ويسمح لهم بعيش طفولة طبيعيّة خالية من المآسي.”

وعددت القوانين التي تعمل الهيئة على تعديلها ومنها قانونيّ العمل والضمان الإجتماعي  بهدف الوصول إلى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في هذا القطاع، وبالتالي ضمان حقوق الأطفال الذين تهدر حقوقهم الاجتماعية خصوصاً في حالة طلاق الوالدين.

وبعد إبطال المادة 522 من قانون العقوبات، التي كانت تعفي المغتصِب من العقاب إذا تزوج من الضحية، تطالب الهيئة وتعمل على تصحيح المواد القانونية التي لا تزال تسمح بإفلات المرتكب من العقاب، في حالة مجامعة قاصرة، أي طفلة ، بلغ عمرها 15 سنة.

وتابعت عون روكز:” تطالب الهيئة بتشديد العقوبة على المعتدي وبالإسراع بإصدار الأحكام، في كل قضايا العنف الأسري، بهدف تأمين الحماية للأمهات مع أطفالهنّ الذين يقعون ضحيّة هذه الممارسات. إضافة إلى السعي إلى إقرار قانون يجرّم التحرّش الجنسي بأشكاله كافة، والذي يتعرّض له الأطفال في الكثير من الحالات.”

وأضافت:” تعمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة على دراسة قانون الجنسية وعلى تضمينه التعديلات اللازمة لإحقاق المساواة بين الجنسين، بهدف إعطاء الأم اللبنانية حق نقل جنسيتها لأولادها، وبالتالي وضح حدّ لمعاناة الأطفال الذين ينتمون معنوياً لهذا الوطن، لكنّهم يعيشون فيه من دون هويةّ، مجرّدين من حقوقهم الأساسية.”

وختمت:” مما لا شكّ فيه، أننّا معاً، جهات رسميّة وجمعيّات أهلية ومؤسسات تربوية وأكاديمية، نستطيع أن نتكاتفَ ونتعاون في مختلف المجالات، بهدف الوصول إلى مجتمعٍ أفضل يرتكز بشكلٍ أساسي على الثقافة، ثقافة إحترام الآخر، ثقافة إحترام الإختلاف عند الإنسان الآخر وثقافة إحترام كل القوانين التي تضمن حقوق كلّ مكوّنات مجتمعنا على حدٍ سواء.”

ثمّ تمّ توزيع إفادات لطلاب من الكلية تدرّبواعلى إشكالية عمالة الأطفال في جمعية “بيوند”، وفي ختام اللقاء، زارت السيدة عون روكز والمشاركون مركز الحماية الإجتماعية التابع لجمعية “بيوند” في سعدنايل، الذي يعنى بمكافحة أسوأ أشكال عمل الاطفال ويهدف إلى تحسين نوعية الحياة الحاضرة والمستقبلية للأطفال المهمشين على الصعد التعليمية والثقافية والنفسية والإجتماعية.