اليونيفيل تستضيف كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانية والمساعدة الخاصة لرئيس الجمهوريّة، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة في مقرها العام في الناقورة
5 حزيران 2018
عون روكز: “للنساء دور أساسي في ضمان حياة بيئية سليمة ومواجهة أخطار التلوّث من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع، إذ أن مشاركتهن في اتخاذ القرارات السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي تؤثّر مباشرة على البيئة وكيفية التعامل معها والمحافظة عليها، أصبحت ضرورة لمجتمع أفضل وأكثر عدالة.”

استضافت اليونيفيل في مقرها العام في الناقورة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانية والمساعدة الخاصة لرئيس الجمهوريّة، في احتفال حمل عنوان ” التغلب على التلوث البلاستيكي” بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، برعاية القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء مايكل بيري وحضور نائب قائد قوة اليونيفيل الجنرال شيفارام خاريل.

استهلّت عون روكز كلمتها يتحيّة شكر لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، التي ساهمت وتساهم في تأمين حدود لبنان بعد التحرير، والتي تعمل بشكلٍ كبير في مجال التوعية البيئية في هذه المنطقة، وتحافظ على مقوماتها الطبيعية.
وأكدت على المساعي الدائمة لرئيس الجمهورية الذي أولى الموضوع البيئي اهتماماً كبيراً في خطاب القَسَم، لتحقيق كلّ مشروع من شأنه أن يحمي طبيعتنا ويحافظ على بيئتنا، بدءاً من وضع سبعة قفران للنحل في حديقة القصر الجمهوري نظراً الى أهمية النحل في الحياة الطبيعية، إلى دعم جمعيات بيئية رائدة وفاعلة، فانضمام لبنان الى معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الطيور والحيوانات الفطرية.
وقالت: “انطلاقاً من قول الرئيس”علينا ان نقيم معاهدة سلام بين الانسان والشجرة، كما بين الانسان والعصفور لأننا نقوم بالاعتداء عليهم”، نحرص دائماً على أن يأخذَ كلُ نشاطٍ ترفيهي نقوم به، طابعاً بيئياً توعوياً. من هنا كانت دعوتنا الأطفال في عيد الاستقلال إلى القصر الجمهوري، حيث تشاركوا التجربة وتعلموا كيفية زراعة شجر الأرز، ثمّ تشجيعنا لطلاب أكثر من ثلاثين مدرسة على عملية إعادة التدوير، من خلال جمع 500 ألف غطاء بلاستيكيّ استبدلناها بسماعة أذن لشاب يعاني من نقص حاد في السمع، تسلمها في القصر الجمهوري ضمن فعاليات يوم العالمي للبيئة، الذي أقيم برعاية فخامة الرئيس واللبنانية الاولى.”
وأضافت: ” بدورها، تحرص اللبنانية الأولى على زيادة المساحات الخضراء والحدائق في القصر الجمهوري، وتشجع مختلف المشاريع البيئية، ومن آخرها رعايتها ودعمها ل “معرض الحدائق ومهرجان الربيع” في بيروت الذي جمع بين أهمية المحافظة على المساحات الخضراء من جهة وحب العطاء من جهة أخرى، وذلك من خلال دعم هذا المعرض والمهرجان لجمعيات خيرية ومؤسسات إنسانية.”
وفي هذا الإطار، شدّدت على أهمية دور النساء الأساسي في ضمان حياة بيئية سليمة ومواجهة أخطار التلوّث من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع، إذ أن مشاركتهن في اتخاذ القرارات السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي تؤثّر مباشرة على البيئة وكيفية التعامل معها والمحافظة عليها، أصبحت ضرورة لمجتمع أفضل وأكثر عدالة. فالتنوّع الجيولوجي والمناخي للبنان إلى جانب طبيعته الخاصّة، تجعل منه بلد السياحة وحسن الضيافة والتعدد الثقافي والغنى في فنّ الأكل، من هنا أهمية علاقة الإنسان الصحيحة بمختلف عناصر الطبيعة، كالأرض والماء والهواء والحيوانات والأشجار لضمان حياة بيئية سليمة.
وأوضحت أنّ الدراسات أجمعت على أن السلام المستدام يظل هشاً إذا تم تهميش دور النساء في كافة مراحل بناءه أكان من ناحية مشاركتها الفعالة في صنع القرار، وفي المفاوضات والوساطة وحل النزاعات، أو في المشاركة في الحياة الاقتصادية في مختلف جوانبها ومستوياتها.
وهو من المواضيع الرئيسية التي يتمحور حولها قرار مجلس الأمن الرقم 1325 حول “المرأة والأمن والسلام”،حيث كُلِفت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية من جانب رئاسة مجلس الوزراء بوضع خطة وطنية لتنفيذه ، نظراً للعلاقة العضوية القائمة بين قدرة المرأة من خلال تكوينها وقدراتها الطبيعية على المشاركة في القرار وفي معالجة النزاعات وحلها، وقدرتها على المشاركة بفعالية في النشاط الاقتصادي.
وعدّدت بعض المشاريع البيئية التي قامت بها الهيئة حتى اليوم، كالتقدم بمشروع قانون يرمي إلى إلزام الصيادين بجمع خرطوش الصيد المستنفَذ المستخدَم من قبلِهم، العمل على مشروع لتأمين مياه الشرب النظيفة والصحيّة لسجون النساء في لبنان، ودعم جمعيات بيئية ناشطة من خلال رعاية حملات تشجير تنظمها هذه الأخيرة في مناطق مختلفة من لبنان.
وختمت بالتنويه بالقدرات الخاصّة للنساء اللواتي يشكّلن قيمة مضافة حيثما وجدن، و طاقاتهن الجينية لإيجاد مقاربات جديدة لحلّ المعضلات، لذا فإنّ مشاركتهن في مختلف الميادين، يتيح تفعيل دور المؤسسات الديمقراطية والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي الشامل، ممّا يساهم في دعم الاستقرار وتطوير المجتمع.
بدوره عرض نائب قائد قوة اليونيفيل الجنرال شيفارام خاريل بكلمته واقع التلوث البلاستيكي، حيث أكد أن العالم يستخدم في كل سنة أكثر من 5 تريليون كيس بلاستيكي، ينتهي منها 13 طناً على الأقل في المحيطات، فيما يعادل حمولة شاحنة نفايات في كل دقيقة ، وفي كل دقيقة نشتري أكثر من مليون زجاجة بلاستيكية.
وأضاف:”أنتجنا في العقد الماضي من البلاستك أكثر مما أنتجناه خلال القرن ، ويشكل البلاستك أكثر من 10 % من مجموع النفايات الناتجة عنا، ولذلك فإن موضوعنا اليوم يدعونا جميعاً للتفكير بكيفية إحداث التغيير في حياتنا اليومية للتخفيف من الأثر السلبي للتلوث البلاستيكي على طبيعتنا، حياتنا البرية وصحتنا”
وتابع : ” تلتزم اليونيفيل أيضاً بتخفيف أثار عملياتها على البيئة. فالمقر العام للبعثة بالتعاون مع جنود البلدان المساهمة، السلطة المحلية والمنظمات غير الحكومية يشاركون بنشاط في مختلف المبادرات المتعلقة بالبيئة كالتخفيف وأعادت تدوير وإستعمال النفايات، فصل النفايات الخطرة عن النفايات غير الخطرة، معالجة النفايات الطبية، معالجة مياه الصرف الصحي قبل أي تصريف، زرع الأشجار، استعمال مولدات كهربائية فعالة لتخفيف التلوث الناتج عن إحتراق الوقود، مراقبة وحماية الموارد الطبيعية، الإرث الثقافي ،النبات والحيوان.” مذكّراً بقول للسيدة روكز :”التقط الصور بدل إن تقتل العصافير ”
وطلب من الجميع المساهمة في تعزيز البيئة في أماكن انتشارهم بأفعال بسيطة كتوفير المياه ، تخفيف استهلاك الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، إطفاء المكيفات والإنارة في حال عدم الحاجة إليها…
وختم: ” لقد حلمت السيدة روكز : “بأن تعيش في بلدٍ نظيف بين أناس متحضرين محاطةً بالأزهار والشجر، بلد أخضر “. إن هذا الحلم أصبح عالمياً ، و من الممكن تحقيقه عن طريق الإلتزام ، التخطيط الجيد والأفعال ضمن نشاطات مشتركة”
وتخلل الاحتفال توزيع شهادات تقديرية على كتائب اليونيفيل التي قامت بمجهود ومبادرات مختلفة لتحسين الوضع البيئي والتي تنضوي تحت موضوع ” التغلب على التلوث البلاستيكي”، وأغنية لمونيتا يوسف بعنوان “Pollution Harms Humans” واختتم اللقاء بغرس شجرة للمناسبة.